بوليفيا.. بركان سياسي في ثوران مستمر

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 05:21 مساءً - يُطلق على القصر الرئاسي السابق في بوليفيا، والذي دخلته مجموعة من الجنود المتمردين بقيادة قائد الجيش المقال خوان زونيغا بعنف باستخدام دبابة يوم الأربعاء، بالقصر المحروق.

Advertisements

ويعود هذا اللقب وفقًا لتقرير صحيفة "El Pais" الإسبانية، إلى الاعتداء الذي تعرض له في عام 1875 عندما ألقى حشد من الغوغاء مشاعل مضاءة من الكاتدرائية القريبة، وتسببوا في حريق أدى إلى تعطيل مقر الحكومة.

انقلابات بالجملة

ووفقًا لتحليل البيانات الذي أجراه الأكاديميان الأمريكيان جوناثان باول وكلايتون ثاين، فإن بوليفيا هي الدولة التي عانت من أكبر عدد من الانقلابات في العالم منذ عام 1950 بـ 23 انقلابًا في المجمل، رغم فشل 12 منها.

وفي فترة الدكتاتوريات العسكرية بين عامي 1964 و1982، حيث تمت الإطاحة بالرؤساء من جميع "المشارب السياسية" بالقوة، فإن بروكمان يسلط الضوء على وصول "هوغو سواريز" إلى السلطة، الذي حكم بوليفيا للمرة الأولى بين عامي 1971 و1978.

وأضاف التقرير بأنه لقد كان انقلابًا يمينيًّا قاسيًا رافقه الكثير من القمع، لكنه جلب في الوقت نفسه فترة من الاستقرار الاقتصادي الكبير. لكن بينما أطاح الدكتاتور التشيلي بحكومة منتخبة ديمقراطيا، حكم الدكتاتور البوليفي بين دكتاتوريات عسكرية.

وقبل أن يستشهد هوغو بالمرحلة التالية من التاريخ البوليفي، بين عامي 1978 و1982، كانت فترة رهيبة من 10 حكومات بين مدني وعسكري وانتخابات محبطة.

وأفُسح المجال لدكتاتورية أخرى، وهي دكتاتورية الرجل العسكري "لويس ميزا" الذي حكم بوليفيا بين عامي 1980 و1981 بعد قيامه بانقلاب عسكري.

وبالنسبة لبروكمان بحسب الصحيفة، كانت تلك فترة كئيبة شهدت مذابح واضطهادات وحالات حصار وتهريب مخدرات أدت إلى تشويه سمعة اليمين إلى حد كبير، والتي من خلالها تعلم المجتمع البوليفي واعتنق الديمقراطية بالكامل في عام 1982 في انتخابات فاز فيها ائتلاف يساري.

تغييرالقوانين

وتابعت الصحيفة أنه بعد انتهاء فترة الدكتاتوريات العسكرية، شهدت بوليفيا مرحلة من الديمقراطية المتفق عليها، حيث كان لزامًا على من وصلوا إلى السلطة أن يبنوا تحالفات.

وفي تلك السنوات، كانت هناك أزمات وثورات ما يسمى بحروب المياه والغاز، التي انتفض فيها البوليفيون دفاعًا عن مواردهم.

كما تسببت الأزمة الأخيرة في الإطاحة بالرئيس الأسبق غونزالو لوزادا، الذي فر إلى الولايات المتحدة، وشجعت صعود إيفو موراليس إلى السلطة بدعم الأغلبية من السكان، إذ سمح ذلك لأول رئيس من السكان الأصليين في بوليفيا بالحكم لأكثر من عقد من الزمان دون الحاجة إلى التحالفات.

لكن ذلك دفعه أيضًا إلى التشبث بالسلطة وتغيير القوانين لتمديد ولايته حتى اندلاع الأزمة السياسية عام 2019، عندما خرج السكان والقوات المسلحة إلى الشوارع بشكل جماعي ضد الانتخابات التي سعى فيها موراليس إلى إعادة انتخابه لفترة رابعة متتالية؛ ما تسبب في استقالة إيفو موراليس وهروبه إلى المكسيك.

بينما دافع الصحفي والدكتور في البحث الاجتماعي والمتخصص في العلوم السياسية رافائيل أرشوندو، عن أنه لم يحدث انقلاب في عام 2019 ولا يوم الأربعاء، حيث تم الحفاظ على النظام العام ولم يحكم الجيش "ولا حتى دقيقة واحدة".

ويفسر هو وبروكمان التمرد الذي قاده زونيغا في ساحة موريللو على أنه جزء من مواجهة داخلية في الحركة نحو الاشتراكية الحاكمة، المنقسمة بين الرئيس السابق موراليس وخليفته لويس آرسي، الذي يعاني من هجمات قوية.