محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 05:21 مساءً - أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الإجراءات أحادية الجانب قد تكون مخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عدة أشهر، مرجحين أن يتخذ نتنياهو قراراً بوقفها من جانب واحد.
ولم يتمكن الوسطاء الإقليميون والدوليون من التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس على الرغم من الأشهر الطويلة من المفاوضات والمبادرات؛ الأمر الذي يضع إمكانية تكرار سيناريو حرب 2008 قائماً.
وتمنح الإجراءات الأحادية لنتنياهو وحكومته، فرصة التخلص من الضغط الدولي المطالب بوقف الحرب من جهة، وبالمقابل عدم التقيد بأية التزامات مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
مخرج نتنياهو
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن "نتنياهو بالرغم من أنه معني بإطالة أمد الحرب في قطاع غزة؛ إلا أن الإجراءات الأحادية قد تكون مخرجه من أجل إنهاء تلك الحرب، خاصة في ظل تعثر مفاوضات التهدئة".
وقال زيداني، لـ"الخليج الان"، إن "الحرب تخدم المصالح الشخصية لنتنياهو والسياسية لائتلافه الحكومي؛ لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب بحرب إقليمية، ومن ثم سيكون مضطراً للتفكير باتخاذ إجراءات أحادية تهدف لتخفيف وتيرة الحرب".
وأشار إلى أنه "من المتوقع استمرار القتال في الوقت الراهن بمختلف مناطق القطاع لأسابيع أخرى بوتيرة أقل بكثير مما كانت عليه خلال الأشهر الماضية"، مبيناً أن ذلك تمهيداً لاتخاذ إجراءات أحادية تنهي الحرب بشكل تدريجي".
وأضاف: "بتقديري سيعتمد الجيش الإسرائيلي على العمليات العسكرية المحدودة، والتي ستكون مقدمة للانسحاب من نقاط ومراكز إستراتيجية داخل غزة، ومن ثم إقرار إجراءات إسرائيلية أحادية غير معلنة بشأن الحرب".
وتابع: "سوف نشهد خلال الأسابيع المقبلة نهاية الحرب بشكلها الحالي؛ ولكن هذا لا يعني نهاية القتال، وأتوقع أن يصبح الوضع في غزة كالوضع في شمال الضفة الغربية، خاصة وأن إسرائيل ستواصل عملياتها الخاطفة بقلب القطاع".
ووفق زيداني، فإن "محاولات إسرائيل لتشكيل نوع من الإدارة المدنية للقطاع في حال نجاحها ستؤدي لتسريع وتيرة اتخاذ الإجراءات أحادية الجانب من قبل حكومة نتنياهو"، مؤكداً أن مثل هذه الإجراءات ستكون مدعومة من الولايات المتحدة.
سيناريوهات رئيسة
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "اتخاذ إجراءات أحادية من قبل إسرائيل ورئيس وزرائها بشأن الحرب في غزة أمر وارد جداً"، لافتاً إلى أن تل أبيب سبق وأن اتخذت مثل هذه الخطوات في العديد من المناطق.
وقال عوض، لـ"الخليج الان"، إن "سيناريوهين رئيسين يتعلقان بإمكانية اتخاذ نتنياهو إجراءات أحادية بشأن حرب غزة، الأول يتمثل باحتلال القطاع بشكل غير معلن على إثر عدم وجود أي طرف فلسطيني أو عربي أو دولي للاتفاق معه".
وأوضح، أن "إسرائيل تدرك أن احتلال القطاع أو أجزاء منه تكلفته عالية للغاية، وأن ذلك سيواجه برفض إقليمي ودولي، الأمر الذي سيدفعها لاتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بحياة السكان والتي يمكن أن تخفف الانتقادات الموجهة لها".
وبين أن "السيناريو الثاني يتمثل بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقع محددة وإعادة انتشار قواته داخل القطاع وترك غزة للفوضى والفلتان الأمني"، مبيناً أن ذلك الخيار الأنسب لإسرائيل خاصة وأنه يُلقي عليها فقط بعض المسؤوليات الأمنية. وحسب عوض، فإن "مثل هذه الخطوة أحادية الجانب سيكون لها التأثير الإقليمي الخطير، خاصة على مصر التي ترتبط بحدود مباشرة مع قطاع غزة"، متابعاً: "ستتحول غزة في حينه لصومال جديد تنتشر فيها الفوضى والاقتتال".
ورجح الخبير السياسي، أن "يبقى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لمدة طويلة من الزمن في إطار مرحلة انتقالية للبحث عن جهة تحكم القطاع وتدير شؤونه"، لافتًا إلى أن مثل هذا الأمر سيحتاج من إسرائيل والمجتمع الدولي سنوات طويلة، وفق تقديره.