من بينها الاستقالة.. ماكرون أمام خيارات صعبة بعد مكاسب اليمين المتطرف

محمد الرخا - دبي - الخميس 27 يونيو 2024 05:21 مساءً - يواجه الرئيس الفرنسي خيارات صعبة، بينها الاستقالة، وسط اضطرابات في الأوساط السياسية الفرنسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

Advertisements

واعتبر التقرير أن ماكرون، الذي تعرض حزبه لانتكاسة شديدة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، اتخذ قرارا عالي المخاطر بالدعوة إلى إجراء انتخابات وطنية.

وقال التقرير، إن هذه الخطوة، التي تهدف إلى مفاجأة كلا الجانبين السياسيين، اليمين واليسار، بحيث لا يكون لديهم الوقت الكافي للتحضير للانتخابات أو وضع استراتيجيات قوية لمواجهته، أُطلق عليها داخليًا اسم "إلقاء قنبلة يدوية حية بين المتنافسين".

 ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن هذه الاستراتيجية جاءت بنتائج عكسية مذهلة، إذ اكتسب حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان قوة كبيرة.

وأوضح التقرير: "أظهرت المناقشات السياسية الأخيرة النفوذ المتزايد لحزب التجمع الوطني، حيث ظهر رئيسه جوردان بارديلا كمنافس قوي. وأظهر بارديلا، البالغ من العمر 28 عامًا، الثقة والطلاقة في مواجهة رئيس وزراء ماكرون، غابرييل أتال، والنائب اليساري المنتهية ولايته عن حزب فرنسا الأبية، مانويل بومبارد.

وتشير استطلاعات الرأي الآن إلى أن حزب بارديلا يمكن أن يقود حكومة تعايش، وهو ما من شأنه أن يقيد ماكرون بحدود صلاحياته الدستورية التي تركز على السياسات الخارجية والدفاعية.

جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطنيأ ف ب

ورأت الصحيفة أن هذا السيناريو، الذي كان يعتبر في السابق غير محتمل، أصبح الآن مدعومًا ببيانات استطلاعات الرأي التي تعكس تحولا كبيرا في مشاعر الناخبين، إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى حصول حزب التجمع الوطني، إلى جانب حلفائه المنشقين من حزب الجمهوريين، على حصة 36% إلى 38% من الأصوات.

في المقابل، يحظى تحالف اليسار بحوالي 30% من الأصوات، في حين يحصل حزب ماكرون الوسطي على أقل من 20%.

ونقل التقرير عن جيروم جافري، خبير استطلاعات الرأي، أن هذا يمثل نقطة تحول لصالح الكتلة الأكبر، وهو ما يذكر بالانتخابات المبكرة التاريخية التي أسفرت عن أغلبية ساحقة للجنرال ديفول وفرانسوا ميتران.

وأكد التقرير أن النتيجة المحتملة تشكل خطرًا كبيرًا على ماكرون، الذي كان يُلقب بـ“جوبيتر" نسبة إلى الرمز الأسطوري الروماني المعروف بأسلوبه القيادي السلطوي.

وفي مواجهة احتمال تقييد سلطاته، سيجد ماكرون نفسه مهمشًا سياسيًّا من قبل بارديلا، الذي طالما اعتبره هو ومستشاروه شخصا خفيف الوزن.

وقد عززت قدرة بارديلا على التواصل مع الناخبين، التي كانت واضحة في استعداده للانخراط في التفاعلات العامة وخياراته الاستراتيجية في الملابس، من جاذبيته، بحسب الصحيفة.

وقالت إن انتقاله إلى صورة أكثر تحفظًا، أشبه بجاك شيراك، يبرز تطوره في استراتيجيته السياسية.

وخلال المناظرات، أظهر بارديلا قدرته على تقديم تحد جاد، ولاقت نزعته العملية في تعديل سياسات البرنامج الانتخابي الرئيسية، مثل إصلاحات التقاعد والسياسات الضريبية، تأثيرًا إيجابيًّا لدى الناخبين المتذبذبين.

يهدف برنامج بارديلا الاقتصادي المنقح إلى جذب الناخبين البرجوازيين المترددين

تليغراف

وتتوافق هذه القدرة على التكيف، التي يُنظر إليها على أنها استعداد لمواجهة الحقائق الاقتصادية، مع الاتجاه الأوسع للزعماء الشعبويين في أوروبا، بما في ذلك رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.

ويهدف برنامج بارديلا الاقتصادي المنقح إلى جذب الناخبين البرجوازيين المترددين، إذ تشمل المقترحات استبدال ضريبة الثروة على الممتلكات بضريبة على المعاملات المالية، والتأكيد على التحول نحو استخدام موارد طاقة مستدامة وصديقة للبيئة، ودعم الطاقة النووية، مما يبرز توجهه الاستراتيجي.

بالإضافة إلى ذلك، تهدف خطته الخاصة بإلغاء ضريبة الدخل للأفراد تحت سن الثلاثين إلى الحفاظ على المواهب الشابة في البلاد.

وستكون الجولة الأولى المقبلة من الانتخابات، يوم الأحد، حاسمة، وسيشير مدى دعم الناخبين بشكل مباشر للتجمع الوطني إلى ما إذا كان ماكرون يحتفظ بفرصة ضئيلة لقيادة البلاد أم أنه سيواجه ثلاث سنوات كرئيس عاجز سياسيا.

ويثير احتمال وجود برلمان معلق أو أغلبية بقيادة لوبان تساؤلات حول ما إذا كان ماكرون قد يستقيل، مما قد يؤدي إلى انتخابات أخرى لا يحق له الترشح فيها.

أخبار ذات صلة

الغارديان: "الانتخابات المبكرة" هدية ماكرون لليمين المتطرف