لوموند: ظروف قاسية يكابدها صحفيون فلسطينيون معتقلون في النقب

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 10:14 مساءً - اعتقلت القوات الإسرائيلية 46 صحفيًا فلسطينيًا في غزة والضفة الغربية خلال الصراع الدائر، ولا يزال 34 منهم رهن الاعتقال ويعانون ظروفا قاسية وقاهرة.

Advertisements

وأوردت صحيفة لوموند الفرنسية مثالا على هذه الظروف القاسية، مستعرضة محنة الصحفي ضياء الكحلوت البالغ من العمر 38 عامًا، التي تقدم لمحة صارخة عن معاملة الإعلاميين السيئة في المنطقة.

وفي 7 ديسمبر 2023، اختطف الكحلوت من أحد شوارع غزة من قبل جنود إسرائيليين، وبعد أن أمضى 33 يوما معصوب العينين ومحتجزا في منشأتين إسرائيليتين، أطلق سراحه في 9 يناير/كانون الثاني 2024، بعد أن فقد 20 كيلوغراما من وزنه. 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ قصة الكحلوت ترمز إلى الظروف القاسية التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع هذه.

ووقعت عملية اختطاف الكحلوت في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وأمر الجنود جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما بالتجمع في الخارج، حيث تم نقل النساء والأطفال والمسنين إلى مستشفى كمال عدوان، في حين تم نقل الكحلوت وجيرانه إلى قاعدة زيكيم العسكرية.

وفي وقت لاحق، تم نقلهم إلى سدي تيمان؛ وهو مركز اعتقال مترامي الأطراف في صحراء النقب، حيث أمضى الكحلوت فترة اعتقاله.

ويُشتهر مركز اعتقال سدي تيمان بظروفه القاسية وغياب الرقابة الخارجية، ولا تستطيع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوصول إلى هذا المركز.

واعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" بأن عشرات المعتقلين لقوا حتفهم هناك، في حين أكد الجيش مقتل 36 شخصًا، لصحيفة "لوموند".

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من تعريف الكحلوت على نفسه كصحفي في قناة العربي الجديد، وهي وسيلة إخبارية مقرها لندن، قام الجنود بتدمير أوراق اعتماده الصحفية. 

كما تعرض لإيذاء جسدي ونفسي شديد، إذ كان يقضي 16 ساعة يوميًا راكعًا وغير قادر على التواصل مع أسرته أو مستشاره القانوني، ولم تتحسن معاملته حتى بعد التحقق من هويته كصحفي.

وعانى الكحلوت طوال فترة اعتقاله من مشاكل صحية كبيرة، إذ وصف الضرب المستمر والعذاب النفسي والألم الشديد الذي تسببه السلاسل الحديدية التي قيّدت يديه. 

وأكد الكحلوت، بعد حرمانه من العلاج الطبي بسبب الحرب المستمرة، أنه يعاني الآن مشاكل دائمة في الرؤية بسبب عصابة عينيه، كما يعاني إصابات في أثناء احتجازه. 

كما تعرض لشكل من أشكال التعذيب يتضمن تقييدًا مؤلمًا لفترات طويلة، مما تسبب بأضرار جسدية دائمة.

وعلى صعيد متصل، تم اعتقال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول في 18 مارس 2024، داخل مستشفى الشفاء خلال غارة عسكرية إسرائيلية.

ورغم إطلاق سراحه في اليوم نفسه، روى الغول كيف عومل هو وزملاؤه كإرهابيين، على الرغم من ارتدائهم سترات صحفية. 

وقد تم تقييدهم بالسلاسل معصوبي الأعين، والاستيلاء على معداتهم أو تدميرها، ولا يزال زميلاه محمد ويوسف الهندي رهن الاحتجاز.

وختمت الصحيفة بالقول إن محنة هؤلاء الصحفيين تسلط الضوء على البيئة المحفوفة بالمخاطر التي يعيشها الإعلاميون في مناطق النزاع، إذ تتعرض سلامتهم وحريتهم للتهديد المستمر.