محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 02:26 مساءً - لا يكاد الحديث عن الانتخابات التشريعية الفرنسية يخرج عن مربع الأقطاب الثلاثة الكبرى: الوسط واليمين المتطرف واليسار بكامل مكوناته، بينما تاهت "الأحزاب الصغرى" في زحام الاستقطاب بين هذا الثلاثي.
وقبل أيام قليلة من موعد التصويت لا تزال "الأحزاب الصغيرة" تحاول العثور على مكانها في حملة انتخابية خاطفة تهيمن عليها التيارات السياسية الكبرى.
أسماء "ثقيلة"
ويرصد تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية سير الحملة الانتخابية لعدد من مرشحي الأحزاب التي لا تكاد تصل إلى الناخبين، لا سيما في الدوائر التي تدفع الأحزاب الكبرى بأسماء "ثقيلة" كما هي الحال في الدائرة السابعة للعاصمة باريس، حيث هناك إيمانويل غريغوار، مرشح الجبهة الشعبية الجديدة، وكليمان بون، الوزير السابق لإيمانويل ماكرون، عن معسكر الوسط، وأوريلين فيرون عن حزب الجمهوريين.
وفي هذه المنطقة يعمل فيليب مازويل، مؤسس "حزب المواطنين الأوروبيين" ومرشحه على إقناع المارة عبر التحاور معهم وتثبيت موقعه في يسار الوسط وتأكيد استقلاليته عن "الجبهة الشعبية الجديدة" التي تثير جدلًا خصوصًا بسبب حزب "فرنسا الأبية" وفق الناخبين في تلك المنطقة.
ويخوض هذا الرجل البالغ من العمر 68 عامًا حملته الانتخابية السادسة، وخلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة، حصل حزبه على 0.03% من الأصوات، ويمثل ترشحه للانتخابات التشريعية المبكرة مغامرة.
ويقول مازويل "كان علينا أن نستسلم، فالحزب لن يقدم سوى مرشحين اثنين، بدلاً من المرشحين الثمانية المقررين، وحملة كهذه تكلف 5500 يورو لكل دائرة انتخابية."
ويؤكد مازويل، الذي أجبر على الإنفاق من ماله الخاص ليتمكن من تمويل حملته الانتخابة "نحن لا نسترد أموالنا إلا إذا حققنا 5%، وهو أمر غير مسلَّم به على الإطلاق".
معركة مستمرة
ويعتبر تقرير إذاعة فرنسا الدولية أن الحفاظ على حزب مثل حزبه على قيد الحياة هو معركة مستمرة، فضلًا عن النظام الانتخابي نفسه الذي من شأنه أن يمنح الأفضلية للأحزاب الكبيرة.
ويُبدي مازويل تذمرًا من سير الحملة الانتخابية ونفقاتها، مستنكرًا "النشرات والملصقات التي تمثل عقبات أمام الديمقراطية" وفق قوله، واستشهد بنماذج أوروبية أخرى قائلًا "في هولندا، البلديات هي التي تتولى مسؤولية عرض الملصقات، وفي ألمانيا، هناك بطاقة اقتراع واحدة يمكنك التحقق منها."
ويستبعد مازويل التحالف مع أي من الأحزاب الكبرى في حال فاز حزبه بمقعد في البرلمان الجديد، وقال "سنكون غير مرئيين تمامًا، ومع ذلك، فإننا نسعى إلى أن ينقتح الناس على أفكار أخرى، وبما أن لدينا وسائل قليلة ونعمل، فإن الأمر يستغرق وقتًا، ولكن شيئًا فشيئًا، يصنع الطائر عشه" وفق تعبيره.
وعلى الجانب الآخر من نهر السين، يعتزم "حزب الاعتدال" المؤسس حديثًا أن يجد مكانًا لنفسه في هذه الحملة ثلاثية الأقطاب، واجتمعت مجموعة صغيرة من نشطائه في إحدى ساحات الدائرة الـ15 لتوزيع المنشورات.
ويقول النشطاء إنّ الإستراتيجية بسيطة، على الأقل في المظهر، وهي إثارة اهتمام المارة بجملة واحدة، "نقول لهم إننا حزب من الشباب، الخضر، لا يمين ولا يسار، ومؤيدون للطاقة النووية"، وفق ما تلخص إنجريد ألورانت، 27 عامًا، أستاذة التاريخ والجغرافيا والمرشحة عن الدائرة الـ13.
ويؤكد برياك فافي، مدير اتصالات الحزب أنه "ليس من السهل أن تصبح معروفًا في مثل هذا الوقت القصير.. إنها خطوة أولى" وفق تعبيره.