محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 02:26 مساءً - يستعد الجيش الإسرائيلي، لتنفيذ القرار الصادر عن المحكمة العليا، وتوصيات المستشارة القضائية للحكومة، بتجنيد 3 آلاف من طلاب المدارس الدينية اليهودية الأصوليين "الحريديم" سنويًا.
وذكرت قناة "الأخبار 12" العبرية، الأربعاء، أنه في أعقاب قرار المحكمة العليا، أمس الثلاثاء، أوصت المستشارة القانونية للحكومة غالي باهاراف ميارا، المؤسسة العسكرية ببدء تجنيد 3 آلاف طالب إضافي من طلاب المدارس الدينية من الحريديم هذا العام.
تفسير القرار الذي صدر عن المحكمة العليا الذي أثار حالة من الجدل وسط أزمة حادة داخل مجتمع الحريديم، سيعني أن 3 آلاف شاب جديد من طلاب المدارس الدينية من دارسي التوراة سيلتحقون سنويًا بالجيش، فيما يبلغ تعداد هذا المجتمع المتشدد دينيًا داخل إسرائيل قرابة 1.3 مليون نسمة.
ما الوحدات العسكرية الأنسب؟
يعمل الجيش الإسرائيلي حاليًا على تخصيص مركز استيعاب لاستقبال الحريديم المقبلين على التجنيد إذ يكون غير مختلط، مع منح المجندين الجدد دورة تدريبية تأهيلية تستمر لمدة شهر ونصف الشهر تهدف إلى منحهم القدرة على الاندماج في باقي الوحدات.
القناة أشارت إلى أن الوحدات الأنسب التي يفترض أن يلتحق بها الحريديم تبدأ من الوحدات التكنولوجية والمختصة بالبرمجة وشعبة الاستخبارات العسكرية، إلى جانب إعطائهم الأدوار العسكرية الأقل مثل وظيفة "سائق"، وهناك إمكانية لضمهم إلى الكتيبة الحريدية "ناحال"، أو إلى الكتائب العاملة على الحدود.
ووفق القناة، فمن بين أسباب تحديد تلك الوحدات والكتائب، هي أن كلًا منها لديها إطار قائم فعلًا على أساس الفصل بين الجنسين، ومن ثم يمكن استيعاب دارسي التوراة الأصوليين وتوفير الشروط التي تمكنهم من الخدمة بطريقة تتوافق مع أسلوب حياتهم المتشدد دينيًا.
وأشارت القناة إلى احتمال تدشين كتائب جديدة في الجيش يمكنها استيعاب جنود حريديم في المستقبل، وربما تتطور الكتيبة الحريدية لتصبح لواءً كاملًا، وهذا مرتبط بمدى قدرة الجيش على إلحاق مزيد منهم في الخدمة.
وتسعى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في ظل النقص الشديد في الموارد البشرية إلى استغلال شباب المدارس الدينية، لسد هذا العجز، ولديها خطة لضم قرابة 6 آلاف طالب سنويًا للخدمة العسكرية بدلًا من 3 آلاف.
احتقان شديد
وكان تقرير آخر لقناة "الآن 14" قد أشار، الأربعاء، إلى أن جهاز الأمن العام "الشاباك" يريد بدوره أن يضم إليه مئات الشباب الحريدي أسوة بالجيش.
وتكمن المشكلة في اختلاف ايديولوجي وديني من النقيض إلى النقيض بين الحريديم والقوميين والعلمانيين، حتى ولو كان القوميون متمسكين ببعض الشعائر الدينية، إلا أنهم يبقون من وجهة نظر الحريديم خارج إطار اليهودية الصحيحة.
ويكره الحريديم الصهيونية ويحرمونها بشدة ويعارضون التيارات الصهيونية كلها ويستخدمون لفظ "صهيوني" كنوع من السباب لأبناء التيارات الأخرى.
في خلال ذلك، من المنتظر حدوث احتقان كبير في المجتمع الحريدي عقب قرار المحكمة وبدء الخطوات العملية، إذ كان العديد من حاخامات الحريديم قد هددوا برفض الخدمة، وحتى الموت دونها، ورأوا أن انضمامهم للجيش سيعني عقابًا من السماء، آت لا محالة.
ووفق إعلام عبري، الأربعاء، يبحث الحزبان الحريديان "شاس" و"يهدوت هاتوراه" الاستقالة من الحكومة ردًا على قرار المحكمة، مع البقاء داخل الائتلاف، أي كنواب في الكنيست مع التخلي عن المناصب الوزارية.