بعد سيطرة إسرائيل على كل المنافذ.. ما آلية سفر الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يونيو 2024 01:19 مساءً - احتلت القوات الإسرائيلية معبر رفح البري قبل نحو شهرين من الآن بالتزامن مع بدء عملية عسكرية على مدينة رفح، ومنعت خروج ودخول أي أحد، بمن فيهم الجرحى والمرضى الذين يعانون إصابات بالغة الخطورة.

Advertisements

 ويستمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق المعبر الذي يعتبر نافذة الغزيين الوحيدة نحو العالم بل ويقوم بإحراقه وتدميره وبناء طريق عسكري جديد سمّاه "طريق ديفيد" يربط بين معبري رفح وكرم أبو سالم.

مهاجمة السلطة الفلسطينية

ورغم الضغوط الدولية والعربية تجاه الانسحاب من المعبر وإعادة تسليمه إلى السلطة الفلسطينية وتسهيل حركة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جانب سفر المرضى والجرحى لتلقي العلاج اللازم لهم، فإن إسرائيل رفضت ذلك رفضًا قاطعًا، وردَّ حينذاك نتنياهو في مؤتمر صحفي يهاجم فيه السلطة الفلسطينية ويعتبرها "راعية للإرهاب". 

وتوصَّل الجانبان المصري والإسرائيلي قبل نحو شهر إلى إدخال شاحنات المساعدات فقط من الجانب المصري باتجاه معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، ومن ثم الدخول إلى قطاع غزة عبر شارع صلاح الدين، وهذا ما أشار إليه المستوى العسكري الإسرائيلي بضرورة توفير "هدنة تكتيكية" من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة السابعة مساءً تشمل شارع صلاح الدين من بوابة معبر كرم أبو سالم حتى المستشفى الأوروبي على الطريق.

تطبيق الخناق

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة منصور أبو كريّم قال، إن الجيش الإسرائيلي تعمّد أن يطبق الخناق على حركة حماس ويعيد فرض سيطرته العسكرية على معبر رفح البري ويعيد احتلال محور فيلادلفيا على طول الحدود الفلسطينية المصرية جنوب القطاع. 

 وأضاف أبو كريّم لـ"الخليج الان "، أنه يجرى الآن إعادة ترتيب لآلية السفر والتنقل من وإلى قطاع غزة، ويبدو أن هناك إصرارًا إسرائيليًّا على استبعاد الإدارة السابقة التابعة لحركة حماس، كذلك هناك إصرار بعدم العودة إلى اتفاق 2005 باستلام السلطة الفلسطينية إدارة المعبر، على حد قوله.

 وتابع، مع بناء طريق جديد عقب تدمير وحرق الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وربطه في معبر كرم أبو سالم وترتيب سفر عدد من مرضى السرطان من شمال غزة إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، يؤكد أن هناك مشاورات وترتيبات بين الجانبين المصري والإسرائيلي بالبدء بخلق مسار جديد يتعلق بالمعابر سيكون فيها الفلسطيني الحلقة الأضعف، لا سيما مع استمرار السيطرة العسكرية على قطاع غزة. 

 وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن انعدام الخيارات والقدرة على إحداث ضغط سياسي كبير على إسرائيل يرجح كفة التحكم بحركة التنقل داخل قطاع غزة وبقائها في يد إسرائيل، ومع حاجة الفلسطينيين الملحة للسفر لأسباب مختلفة من خلال الدخول لمصر سيجد الجانب المصري نفسه مضطرًا لأن يتماشى ويستقبل المسافرين الفلسطينيين ويُدخل شاحنات المساعدات الدولية التي تكدست بالآلاف على الجهة الأخرى من معبر رفح الحدودي. 

وضع تفاوضي سيئ

من جهته قال الباحث في الشأن الفلسطيني محمد دياب، إن الحاجة الماسة لمنفذ بري يستطيع من خلاله الفلسطينيون الوصول إلى العالم يضع الجميع أمام خيارات صعبة جدًّا وفي وضع تفاوضي سيئ للغاية لا سيما وأن هناك عشرات الآلاف ممن يفقدون حياتهم على عتبات المعبر المغلق، إلى جانب من فقدوا أعمالهم ووظائفهم. 

 وأضاف دياب في حديث لـ"الخليج الان"، برأيي سيكون هناك آلية للعودة إلى التنقل من وإلى قطاع غزة يفرضها الواقع العسكري الجديد وظروف الحرب المعقدة على الجانبين المصري والفلسطيني، وسيجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع عودة الاحتلال إلى المعابر والحدود. 

 وأوضح، أن هناك ضغوطًا دولية تمارسها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على نتنياهو من أجل العودة إلى اتفاق عام 2005 بإشراف البعثة الأوروبية وبإدارة فلسطينية، إلى أن هذه الضغوط قوبلت بالرفض التام حتى اللحظة. 

ولفت الباحث السياسي إلى أنه مع فتح طريق جديد "طريق ديفيد" من معبر رفح حتى معبر كرم أبو سالم ربما سيكون في جهة معبر رفح جهة فلسطينية تنظم حركة المسافرين بينما يتحرك هؤلاء المسافرون عبر طريق ديفيد إلى معبر كرم أبو سالم، وهناك ستتم عملية التفتيش والمتابعة والختم من قبل السلطات الإسرائيلية ومنه إلى معبر رفح مرة أخرى ولكن من الجانب المصري.