هل تتغير سياسة إيران الخارجية بانتخاب رئيس جديد؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 11:17 مساءً - تاريخ النشر: 

25 يونيو 2024, 8:03 م

Advertisements

هل تشهد السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة ما يتعلق منها بالعلاقة مع دول الجوار، تغييراً بانتخاب رئيس جديد؟

سؤال يُطرح مع كل انتخابات رئاسية في إيران، وإن كانت النتائج لاحقاً تؤكد الإجابة التي كان أحد المرشحين الحاليين أعلنها قبل سنوات: هوامش الرئيس وحكومته محدودة في السياسة الخارجية، وليست لدى الحكومة سلطة كاملة في هذا الشأن.

فما "الهوامش" التي طرحها مرشحو الرئاسة وهم يقدمون برامجهم الانتخابية أمام الناخبين؟

أولويات

تصريحات المرشحين الستة، وبينهم 4 متشددين، و"أصولي معتدل"، مقابل إصلاحي واحد، تتفق بشأن ضرورة قيام علاقات جيدة مع دول الجوار، إلا أن اختلاف وجهات النظر يتمحور حول أولوية العلاقات مع الدول الكبرى، إذ يعتبرونها أساساً في العلاقات مع دول الجوار، وأن حل الملفات الأساسية، خاصة "النووي الإيراني"، والموقف من التنظيمات التي تدعمها طهران، سيؤدي إلى حل معظم الملفات الأخرى.

أخبار ذات صلة

إيران.. العقوبات الغربية تلقي ظلالها على حملات الانتخابات الرئاسية

الخلافات بين المرشحين بشأن العلاقات الخارجية تبدو خلافات حول الأساليب، وليست حول الأهداف، وهكذا كان تصريح الأصولي المعتدل، مصطفى بور محمدي، حول استعداده للتفاوض مع "ألد أعداء" إيران، إذ إنه أكد أن ذلك سيعني "تحقيق الأهداف من منطلق القوة".

في المناظرة الأخيرة التي تمحورت حول "السياسة الخارجية"، استحضر المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الهجوم على السفارتين السعودية (2016)، والبريطانية (2011)، ليقول لمنافسيه الأصوليين إنهم وراء قطع العلاقات مع دول الجوار، وهو ما رد عليه المتشدد أمير حسين قاضي زاده هاشمي بالقول إن استحضار تلك الهجمات يأتي ذريعة لمهاجمة "القوى الثورية"، كما ذكّره بأن الهجوم حدث في فترة رئيس إصلاحي (محمد خاتمي).

ويشدد بزشكيان، الذي يدعو إلى توطيد العلاقات مع الجوار والإقليم، على أن سياسته الخارجية ستُبنى على أساس إقامة علاقات مع جميع الدول، باستثناء إسرائيل.

أمن دول الجوار

 المتشدد سعيد جليلي يدعو إلى الحوار مع دول الجوار، ويؤكد ضرورة التعايش في المنطقة، لكنه من المسؤولين الإيرانيين الذين كانوا يبدون معارضتهم للتوقيع على معاهدات دولية، وأهمها الاتفاق النووي الإيراني، مع مجموعة الدول الست، (عام 2015).

 ومثله قاضي زاده هاشمي، الذي قال إن "أمن دول الجوار من أمن إيران"، وأكد أنه ليست لبلاده عداوة أبدية إلا مع عدو واحد: إسرائيل.

إلا أن ذلك المرشح يبدي مواقف حازمة إزاء أي تفاوض حول ما يعتبره حقوقاً لإيران، كالاتفاق النووي، ودعم المنظمات التي تدعمها إيران، خاصة في لبنان وسوريا والعراق.

أخبار ذات صلة

انتخابات الرئاسة الإيرانية.. "محظورات فضفاضة" تعيق الدعاية الانتخابية

المرشح محمد باقر قاليباف أعلن أن من أولويات سياسته الخارجية توسيع العلاقات الخارجية، خاصة مع دول الجوار، وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أنه أيضاً أعلن تمسكه بالقضايا الخلافية مع كثير من الدول، وهو ملف دعم التنظيمات التي تطلق عليها طهران اسم "محور المقاومة"

مرشح التيار الأصولي المعتدل مصطفى بور محمدي، الذي يرى أن "مسار التطورات في المنطقة يتغير لصالح إيران"، يدعو أيضاً لتوطيد العلاقات مع دول الجوار، ويقول إنها من أولويات حكومته المقبلة إن فاز، وأشار إلى أنه ستكون لإيران سياسة "متوازنة" في عهده.

كذلك، أعلن عمدة طهران الحالي والمرشح الأصولي علي رضا زاكاني أن بلاده بحاجة إلى "التقارب الإقليمي" ودعا إلى حوار مع جميع الدول، وأن تكون الأولوية لدول الجوار، وقال إن حكومته ستكون لديها "سياسة فاعلة ونشطة مبنية على مبادئ الكرامة والحكمة والمصلحة"، وشدد على أنه "من الطبيعي أن تكون لجيراننا أولوية خاصة"، إلا أنه يشدد أيضاً على ضرورة دعم "المقاومة".

وتكاد تلك المواقف لا تخرج عن السياسة التي كانت تعلنها إيران طوال العقود الماضية، رغم أن إيران لم تستطع بعد الخروج من إطار العقوبات المفروضة عليها، والعلاقات المتأرجحة بين القطيعة والتهدئة، مع دول الجوار والإقليم، قبل العداء المعلن مع معظم دول الغرب.