25 يونيو 2024, 6:36 م
كشف عدد من الخبراء السياسيين الإيرانيين يمثلون معسكري الإصلاحيين والتيار الأصولي، أن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، المقررة يوم الجمعة المُقبل، سيعمل على تنفيذ سياسات المرشد علي خامنئي ولن يخرج عن سياسات الأخير.
وكان بزشكيان قد قال في مقابلات سابقة، إنه لن يعارض سياسات المرشد علي خامنئي، بل سيعمل على تنفيذها لأنها سياسات النظام الحاكم برمته، ومعتبرًا في مناظرة الليلة الماضية، أن "إنقاذ البلد يتم عبر تنفيذ السياسة العامة للمرشد الأعلى علي خامنئي".
أحد المدافعين
ويقول رحمان موسوي الخبير في قضايا السياسة الخارجية وأستاذ سابق في جامعة بهشتي ومحسوب على معسكر الأصوليين، إن "بزشكيان وهو أحد المدافعين عن ولاية الفقيه والمرشد خامنئي".
وأضاف لـ"الخليج الان"، أنه "كمرشح للانتخابات، يواجه بزشكيان أيضًا قيودًا، قد تشمل العقوبات والمشاكل الاقتصادية وما إلى ذلك، ولكن بحسب قدراته يستطيع أن يكون فعالاً وناجحًا في تحقيق أهدافه في مختلف المجالات".
أثار دعم وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف لمسعود بزشكيان جدلاً بين الإيرانيين.
رحمان موسوي
وعن دعم وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف لبزشكيان وحث الإيرانيين على انتخابه، قال موسوي: "أثار دعم ظريف لمسعود جدلاً بين الإيرانيين، ويعتبره البعض تطورًا مهمًا بالنظر إلى مكانة ظريف في السياسة الإيرانية ودوره السابق كوزير للخارجية".
وأشار إلى أن "هناك آخرين يشككون في ذلك، ويتساءلون عما إذا كان دعم ظريف وكذلك روحاني وغيرهما لبزشكيان سيؤدي إلى تغيير ملموس في إدارة البلاد"، مبينًا أنه "بشكل عام، لا يزال الرأي العام منقسمًا، ويراقب المؤيدون والمنتقدون الوضع عن كثب عشية الانتخابات الرئاسية".
فتح المجال
بدوره، قال المحلل السياسي الإصلاحي عباس عبدي، "في وقت ما عانى الإصلاحيون من أزمة فكرية، وفي وقت ما وصلت السياسات الإصلاحية إلى طريق مسدود، وانتقد الكثير من الناس ذلك، وفي هذه الانتخابات كنت من أوائل الذين دخلوا المشهد ودعموا بزشكيان".
وعن أسباب وجود مرشح إصلاحي في الانتخابات، رجح في حديثه لـ"الخليج الان"، أن يكون "قائد الثورة (علي خامنئي) اتخذ قرارًا بفتح المجال"، مبينًا أن "الوضع، الآن، ليس كما كان من قبل، وتم التأكد من مؤهلات بزشكيان أيضًا".
أخبار ذات صلة
بزشكيان رئيسًا.. "تصور قاتم" لمستقبل السياسات الإيرانية
وأشار عبدي إلى أنه "في الانتخابات الأخيرة، لم نتمكن من تأييده صلاحية عبدالناصر همتي المرشح الإصلاحي، ولكنني لا أريد أن أقول إن بزشكيان يمثل الإصلاحيين، فنحن لا نقول مثل هذا الادعاء، لكني أفهم أن كلام بزشكيان وأدبه وسلوكه مختلف عن غيره من الأصوليين وقريب من الإصلاحيين؛ ولذلك فإن الإصلاحيين يؤيدونه".
وعند سؤاله عن ما يُقال بأن السبب وراء وجود مرشح إصلاحي في الانتخابات هدفه المشاركة الواسعة في الانتخابات، أجاب: "قد يكون مثل هذا الرأي موجود لدى عدد من المحللين، لكنه بناء على استطلاعات الرأي فإن المشاركة ستكون ما بين حوالي 50 إلى 52 %".
ومضى عبدي قائلًا: "لكن لأسباب مختلفة سترتفع هذه النسبة خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة، وشدد خامنئي، اليوم، في خطابه على زيادة المشاركة وهذا أمر جيد جدًا وهذا سيزيد من أصوات بزشكيان، ودعوة خامنئي للمشاركة في الانتخابات تأتي لأنها ستعزز موقف البلد".
زيادة المشاركة في الانتخابات تظهر أنها ستفيد بزشكيان، أما باقي المترشحين فلهم نسبة ثابتة تقريبًا.
عباس عبدي
وعمّا إذا كانت زيادة المشاركة في الانتخابات ستكون لصالح بزشكيان، أوضح أن "زيادة المشاركة تظهر أنها ستفيد بزشكيان، أما باقي المترشحين فلهم نسبة ثابتة تقريبًا".
وبشأن إعلان بزشكيان بأنه رجل أصولي، قال عبدي: "عندما يقول ذلك، فهذا لا يعني أنه ينتمي إلى الفصيل الأصولي، ولكن لديه مبادئ يلتزم بها، ولذلك فإن الإصلاحيين يدعمونه، مشكلتنا هي أن الأصوليين لا يلتزمون بالمبادئ ويدّعون أنهم أصوليون، وسلوكهم مخالف للقيم الأصولية".
ورأى عبدي بأن بزشكيان ليس لديه خلاف مع المرشد علي خامنئي، وبالتالي في حال فوزه ستكون حكومة على وئام كامل مع توجهات المرشد وسياساته.
مرشح النظام
فيما يعتقد محلل سياسي إيراني، إن "التصويت لمسعود بزشكيان لن يؤدي إلى أي تغيير ملموس في عمل هذا النظام، ولن يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على حكومة لا تطيع أصوات ومطالب غالبية الشعب الإيراني. ولذلك، فإن القضية الرئيسة في هذه الانتخابات ليست من هو الرئيس المستقبلي، بل مستوى مشاركة الشعب".
أن المرشح الرئيس للنظام في الانتخابات الرئاسية هو مسعود بزشكيان
محلل سياسي إيراني
ويرى المحلل، الذي تحدث لـ"الخليج الان" شريطة عدم الكشف عنه إسمه، أن المرشح الرئيس للنظام في هذه الانتخابات هو مسعود بزشكيان، وكان الغرض من تأكيد أهلية 5 أصوليين ضد إصلاحي غير راديكالي هو فوز هذا الإصلاحي.