محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 08:25 مساءً - تقف إسرائيل اليوم، أمام حسابات معقدة قبل إشعال "برميل البارود" باتخاذ قرار شن عملية عسكرية واسعة ضد ميليشيا "حزب الله" في لبنان.
وتأتي تلك الحسابات في ظل متغيرات ومخاوف، من أن عملية واسعة النطاق قد تدخل قوى إقليمية أبرزها إيران في المواجهة المباشرة، وهو ما تتجنب واشنطن حدوثه، عبر مساع دبلوماسية حثيثة للتهدئة.
فيما تدور مخاوف أخرى في فلك المقارنة بين قوة "حزب الله" وحركة حماس، وسط تحليلات ترى أن قوة المليشيا تفوق بأضعاف نظيرتها حماس، ما يضع مناطق واسعة في إسرائيل بمرمى صواريخ "حزب الله" الأكثر تطورا وتدميرا من صواريخ حماس.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هناك مخاوف إسرائيلية من أن الحرب في الشرق الأوسط قد بدأت الآن، على عكس الرؤية الأمريكية بأنها تقترب من نهايتها.
وأوضحت الصحيفة، أن ميليشيا "حزب الله" صعّدت هجماتها ضد إسرائيل، وأن بإمكانها أن تثير حرباً أكبر ما لم تقدم الولايات المتحدة سبباً وجيهاً لمنع ذلك.
أخبار ذات صلة
أمريكا تحذر "حزب الله": الهجوم عليكم سيكون قريبا و"لن نوقفه"
وتابعت: "أحدث الخلل تعليقات أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال تشارلز براون، الذي قال في تصريح للصحفيين إن بلاده "لن تكون على الأرجح قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حرب أوسع نطاقًا مع حزب الله، كما ساعدت إسرائيل في محاربة وابل إيراني من الصواريخ والطائرات دون طيار في أبريل".
وحذر براون إسرائيل من "التفكير في الأمر الثاني لتأثير أي نوع من العمليات في لبنان، بما في ذلك الخطر على القوات الأمريكية".
وأضاف أن "الإيرانيين يمكن أن ينضموا إلى المعركة مباشرة ويقدموا دعما أكبر لوكيلهم، خاصة إذا شعروا أن حزب الله صار مهدداً بشكل كبير".
وقالت الصحيفة: "هذا ضوء أحمر محسوب لإسرائيل – لا تعتمدوا على مساعدة الولايات المتحدة، اعتمدوا على غضب إيران".
أخبار ذات صلة
مسؤول: إسرائيل تفضل الدبلوماسية لإنهاء الصراع مع "حزب الله"
وأضافت: "هو سيرتكب خطأً، وسيتكبد شعب لبنان ثمناً باهظاً. لقد حذرت إدارة بايدن في مناسبات أخرى في هذه الحرب من أنها قد لا تتحرك لمساعدة إسرائيل، ومع ذلك فعلت إسرائيل ما كان يتعين عليها القيام به".
وأشارت إلى أن "النصف الآخر من سياسة بايدن هو حجب الأسلحة، وإبطاء تدفقها إلى إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية مع تأخيرات بيروقراطية. وهذا يعطي الرئيس إمكانية إنكار معقولة، على الرغم من أن التأخير والمراجعات الموسعة كانت غائبة عندما أرادت الإدارة ذلك".
وبينت أن "هدف البيت الأبيض هو تثبيط حرب أكبر، لكن سياسة إضعاف إسرائيل لها تأثير عكسي. إنها تشجع حزب الله على مواصلة إطلاق النار وتوسيع نطاقه".
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن هذا "يزيد من الضغوط الداخلية في إسرائيل للقيام بشيء حيال ذلك".
وأشارت إلى أن الميليشيا أطلقت "ما يقرب من 5000 صاروخ وقذيفة وقذيفة هاون على شمال إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أدى إلى إخلاء المنطقة من السكان".
أخبار ذات صلة
"معاريف": ميليشيا حزب الله تحاكي الإستراتيجية الروسية في أوكرانيا
وحسب الصحيفة فإن "اندلاع حرب كبرى بين حزب الله وإسرائيل قد يؤدي إلى تدمير لبنان، ويمكن أن يتعرض وسط إسرائيل لضرر لم يحدث من قبل".
وأضافت أن "المخاطر كبيرة، وهو ما يجعل من الصعب فهم السياسة العامة الأمريكية التي تحاول ردع إسرائيل. ومن غير المرجح أن تضطر إسرائيل إلى قتال حزب الله إذا تمكن 70 ألف إسرائيلي من العودة إلى منازلهم بأمان في شمال إسرائيل".
وتابع: "هذا يعني تهدئة إطلاق حزب الله للصواريخ وإقناعه بإخراج مقاتليه من المنطقة العازلة في جنوب لبنان. لكن ليس لدى حزب الله أي سبب للقيام بذلك إذا كان يعتقد أن بإمكانه الاستمرار في إطلاق النار وأن الرئيس بايدن سيحميه من العواقب".