25 يونيو 2024, 3:53 م
" تخيلوا أن تقصف روسيا شواطئ فلوريدا بصواريخ عنقودية موجهة".
تصريح يشبه ما يسمى بـ"النيران الصديقة" نددت به عضو الكونغرس الأمريكي مارجوري تيلور غرين، بالهجوم الذي شنته كييف على جزيرة القرم بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية، في ضربة يقول المحللون إنها ستنقل تحذيرات بوتين إلى فوهات المدافع؛ إذ سيكون الرد موافقًا لحجم تهديد الأمن الروسي.
الضربة التي شُنت باستخدام 5 صواريخ أمريكية أطلقت باتجاه شواطئ الجزيرة بينما كان المصطافون يقضون إجازاتهم، حولت ردود الفعل بين روسيا والغرب إلى لغة قد تبتعد لاحقا عن الدبلوماسية واستدعاء السفراء، حتى بعدما سحبت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" يدها من المسؤولية قائلة، ما معناه، إن كييف هي من تختار الأهداف التي تتم مهاجمتها وتنفذ عملياتها العسكرية بمفردها، لكن وزارة الدفاع الروسية أصرت على أن الولايات المتحدة هي من يقف وراء الهجوم بالشكل والمضمون، فكيف ذلك؟
قالت الوزارة، إن متخصصين أمريكيين حددوا الإحداثيات لرحلة صواريخ "أتاكمز" المزودة برؤوس حربية عنقودية، بناء على معلومات قادمة من أقمار تجسس تابعة لأمريكيا، وهو ما يضع واشنطن في قلب المسؤولية قبل كييف من وجهة نظر الروس، بينما يرى الباحث في الشؤون العسكرية أليكسي ليبيديف أن الغرب بات يوسع رقعة الصراع خارج حدود أوكرانيا للتغطية على فشل الداخل، وسيكون لدى بوتين القرار إما في ضرب مستودعات السلاح الغربي في أوكرانيا أو بتقديم الدعم اللامتناهي لأعداء الناتو ومعسكر الغرب.
وبالعودة إلى تفاصيل الهجوم، فصحيفة الـ"تلغراف" البريطانية، قالت إن إحدى القتيلات هي ابنة نائب رئيس بلدية بلدة شمال شبه الجزيرة وتبلغ من العمر تسع سنوات، في الوقت الذي أشارت فيه وزارة الصحة الروسية إلى أن 124 شخصًا أصيبوا في الحادث، بينهم 27 طفلا، وهي مشاهد وأرقام جعلت الجانب الروسي - الذي لطالما حذّر سابقا من ضرب أهداف روسية بأسلحة أمريكية أو غربية - على بعد خطوة واحدة من اتخاذ قرار الصدام المباشر مع الغرب إذا ما استمر الأخير بالتصعيد المحمّل باستفزازات تصيب العمق الروسي، والتي باتت تفوق طاقة الكرملين.