محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 02:13 مساءً - يقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام سيناريوهات محدودة في حال خسارته الانتخابات التشريعية المبكرة، ولن يكون أمامه من خيار سوى التعايش مع الطرف الفائز، بينما يطالبه اليمين المتطرف بالاستقالة.
واستبعد ماكرون الاستقالة مهما كانت نتيجة الانتخابات التشريعية، وذلك بعد دعوة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن لاستقالته في حال حصول حزبها على الأغلبية النسبية.
لا استقالة
وفي "رسالة إلى الفرنسيين"، وزعتها الصحف الإقليمية، أكد ماكرون، أنه سيكمل ولايته، وسيبقى ماكرون في الإليزيه "حتى مايو 2027"، مهما كانت نتيجة الانتخابات التشريعية المقررة في 30 يونيو الجاري و7 يوليو المقبل.
وقال الباحث السياسي الفرنسي جيل إيمانويل جاكيه، أستاذ العلوم السياسية في معهد جنيف للدبلوماسية، إنه بينما تظهر استطلاعات الرأي احتمال تحقيق أغلبية نسبية لصالح حزب "التجمع الوطني"، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة أعمال الجمعية الوطنية، لا يمكن للحزب اليميني المتطرف أن يأمل في العثور على حلفاء في الوسط أو دعمه من قوى اليسار مهما حدث، ومن ثم تتزايد الضغوط على رئيس الدولة للاستقالة في هذا السيناريو غير المسبوق، وفق تعبيره.
وأشار جاكيه إلى أنه من الحالات القليلة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة التي يتعرض فيه رئيس الدولة للهزيمة في البرلمان، ويتم مطالبته بالاستقالة.
وفي حالة حدوث "انسداد سياسي"، "فلن يتعين على الرئيس سوى الاستقالة من أجل احتمال الخروج من أزمة سياسية"، بحسب تقديرات مارين لوبان، التي أوضحت أنها تعرض"ملاحظة" وليس "طلبًا"، وأضافت أن إيمانويل ماكرون"، سيفعل بالضبط ما يريده وما يمنحه الدستور حرية القيام به" وفق تعبيرها.
ضغط متزايد
وبدوره أكد أستاذ العلوم السياسية دومنيك رينيه لـ"الخليج الان" أن الضغط في البرلمان الأوروبي يزيد على ماكرون، من خلال التأكيد على أنه سيتعين عليه الإجابة على طلب استقالته في هذا السيناريو، موضحًا أنه "هو الذي تسبب في هذا الوضع، وهو الذي أثار هذا الحل".
ورأى رينيه أنه "حتى لو كان من قبيل المغامرة أن نجعل بقاءه في الإليزيه مرهونًا بهذه الانتخابات التشريعية، فهذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها ماكرون أنه لن يستقيل، وهذه ليست المرة الأولى أيضًا التي يضع نفسه فيها في فرضية التعايش مع حكومة من معسكر غير معسكره".
وحول السيناريوهات المستقبلية، قال رينيه إن رد ماكرون في هذه الرسالة هو السيناريو الوحيد، وهو التمسك بالسلطة مع التعايش مع اليمين المتطرف، وفق قوله.