خبراء: "اجتثاث" حماس هدف نتنياهو الإستراتيجي

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 25 يونيو 2024 01:10 مساءً - أكد محللون سياسيون أن تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "اجتثاث" حماس يمثل أهم أهدافه الإستراتيجية من الحرب على قطاع غزة.

Advertisements

وأشاروا إلى إصرار نتنياهو على القضاء على البنية العسكرية والسياسية للحركة، وإفقادها القدرة على إعادة ترتيب صفوفها.

وكان نتنياهو خرج في مؤتمر صحفي "شديد اللهجة" مهددًا حماس بالاجتثاث، إلى جانب إطلاق اتهامات للإدارة الأمريكية الحالية بالتباطؤ في إرسال شحنات الأسلحة اللازمة للقضاء على حماس.

استهداف مركز لاغتيال نشطاء عسكريين وقيادات أمنية في القطاع

رائد نجم، خبير في الشأن السياسي

الخبير في الشأن السياسي الدولي الدكتور رائد نجم قال إن المعلن منذ البداية أن هناك ثلاث مراحل عسكرية في الحرب على قطاع غزة.

وأوضح في حديث لـ"الخليج الان"، أن "المرحلة الأولى تتمثل في سياسة الأرض المحروقة بالقصف الجوي والمدفعي، وهذه المرحلة تم تنفيذها في جميع مناطق قطاع غزة. أما المرحلة الثانية فتتعلق بالاجتياح البري الواسع الذي تم تنفيذه، وبقيت منطقة دير البلح وأجزاء من مخيمات المنطقة الوسطى".

وأضاف أن "المرحلة الثالثة تتمثل في الاستهدافات الدقيقة فيما سمي بالعمليات الجراحية والتوغل المحدود".

وذكر نجم أن نتنياهو يعتقد أن المرحلة الأهم هي المرحلة الثالثة كونها ستسهم في "اجتثاث" حماس بخلاف سحقها الذي ينتج عن المرحلتين الأولى والثانية باستهداف بنية حماس العسكرية وشبكات الأنفاق بالإضافة إلى استهداف نشطاء الجهاز العسكري لحركة حماس.

وتابع: "يأتي ذلك من رغبة إسرائيل في إفقاد حماس قدراتها السلطوية وإمكانية إعادة ترتيب صفوفها كما حدث في مدينة غزة وشمال غزة؛ ما دعا الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات اغتيال واسعة وعملية عسكرية مركزة على غرار عملية مجمع الشفاء الطبي أو حي الزيتون أو مخيم جباليا".

آثار قصف إسرائيلي على قطاع غزةرويترز

ولفت الخبير السياسي إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يستخدم المرحلة الثالثة في بضع مناطق وهي تُعنى باجتثاث حماس لا سيما بعد تعرض هذه المناطق للمرحلتين الأولى والثانية، حيث يستخدم عمليات الاستهداف المركز في اغتيال عدد من النشطاء العسكريين من جهة، واغتيال قيادات الأمن الداخلي والأمن العام والشرطة من جهة أخرى وهذا ما يحقق أحد شروط الحرب المعلنة في إنهاء قدرات حماس السلطوية إلى جانب القدرات العسكرية.

وأوضح أن هناك حديثًا من جانب نتنياهو عن تصور جديد لليوم التالي للحرب لا يعتمد فيه على العائلات وإنما على جهة مدنية لم يحدد ماهيتها تكون إلى جانب التواجد العسكري ومرتبطة بالإدارة المدنية التابعة لإسرائيل، على خلاف التصور الأمريكي الذي يقضي بضرورة عودة السلطة الفلسطينية وتدشين مسار سياسي جديد يفضي إلى حل الدولتين.

وأشار خلال حديثه إلى أنه من غير الواضح حتى اللحظة من هي تلك الجهة الفلسطينية التي يمكن أن تعمل مع الجيش الإسرائيلي بمعزل عن منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية.

نتنياهو يسعى إلى رفع وتيرة القتال والتعمق في المناطق بسرعة كبيرة

طلال أبو ركبة، محلل سياسي

من جهته قال المحلل السياسي الدكتور طلال أبو ركبة، إن تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن اجتثاث حماس والانتقال في القتال إلى مراحل أكثر دقة توضح عزمه المضي قدمًا في تحقيق أهداف الحرب المعلنة وهي القضاء على حماس وإنهاء سلطتها العسكرية والحكومية إلى جانب تدمير البنية التحتية.

وأضاف أبو ركبة في حديث لـ "الخليج الان": "يسعى نتنياهو إلى رفع وتيرة القتال في قطاع غزة والتعمق في المناطق بسرعة كبيرة من أجل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقد أحدث تغييرات جوهرية على الأرض لا يمكن التراجع عنها بسهولة".

ولفت خلال حديثه إلى أن نتنياهو محاط بائتلاف متطرف يدفعه إلى التكشير عن أنيابه مع أكبر الحلفاء كما فعل في اتهاماته للإدارة الأمريكية الحالية، ولذلك يستمر الجيش الإسرائيلي في استهداف كل ما له علاقة بنظام حماس العسكري أو الحكومي من أجل تسهيل عملية انتقال السلطة إلى الجهة التي يجري تجهيزها للمشاركة في حكم قطاع غزة.