تتعايش بها عشرات الإثنيات.. "داغستان" هدف قديم جديد لهجمات المتشددين

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 10:14 مساءً - تاريخ النشر: 

24 يونيو 2024, 7:03 م

Advertisements

هجمات دموية استهدفت كنائس أرثوذوكسية ومعابد يهودية، شهدتها جمهورية داغستان، الواقعة في منطقة القوقاز الروسي، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 15 شخصًا..

لتتحول أنظار العالم إلى هذه المنطقة، التي تعلن السلطات الروسية بانتظام عن عمليات لمكافحة الإرهاب فيها، والمعروفة بغالبيتها المسلمة بنسبة 90% من السكان البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة، والباقي مسيحيون من الأرثوذوكس غالبًا، وأقلية من اليهود معظمهم من قومية "التَّاتْ" يطلق عليهم "يهود الجبال" وهم جماعة لها خصوصياتها الإثنية واللغوية، يعيش أفرادها في داغستان وأذربيجان بحسب المصادر التاريخية.

ولكن أعدادهم استمرت بالتناقص في العقود الأخيرة، لما واجهوه من تحديات كبيرة، جراء انهيار الاتحاد السوفييتي والصراعات الإقليمية اللاحقة، وخاصة حروب الشيشان، ما أدى إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار.

وزاد صعود الفكر المتشدد الوضع تعقيدًا بالنسبة لهم، ما دفع العديد منهم للهجرة من داغستان، وانخفض عددهم إلى أقل من 10 آلاف في السنوات الأخيرة.

رغم أن "داغستان" تتميز بتنوعها العرقي حيث تتعايش على أرضها عشرات الإثنيات والأعراق.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، فقد بدأ المسلحون الهجمات بإضرام النار في كنيس يهودي ومهاجمة كنيسة أرثوذكسية روسية في مدينة ديربنت القديمة، بالتزامن مع استهداف مركز شرطة وكنيسة أرثوذكسية وكنيس يهودي آخر في "محج قلعة" عاصمة البلاد.

ما أسفر عن 15 قتيلًا من أفراد الشرطة وقتلى من المدنيين من بينهم القس نيكولاي كوتيلنيكوف، بحسب ما أكدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

كما شهدت داغستان ومنطقة شمال القوقاز ارتفاعًا في الحوادث المعادية للسامية منذ بداية حرب غزة أكتوبر الماضي، حيث اقتحم محتجون مطار محج قلعة أثناء وصول طائرة قادمة من إسرائيل...

إلا أن العملية الأخيرة تتميز بحجمها وتنسيقها الدقيق، والذي اعتمد إلى حد ما على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع لرجال يرتدون الأسود ويطلقون النار على سيارات الشرطة، ووصفتها المفوضة الروسية لحقوق الإنسان، تاتيانا موسكالكوفا، بأنها "هجمات مدبرة للتحريض على الكراهية العرقية والدينية"، بينما اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب وأوكرانيا بإثارة الاضطرابات داخل روسيا عبر تلك الهجمات.

واستنكر مفتي داغستان أحمد عبد الله المحاولات التحريضية للمتطرفين لحرق الجسور بين الأديان، عبر الهجمات التي "وقعت في أيام الخدمات الكنسية وقبل ذلك في كنائس أخرى في القوقاز"، مؤكدًا أنهم لن ينجحوا بتحريض شعب داغستان ضد بعضهم..