شاعرة تحمّس أدونيس لتقديمها للقارئ العربي.. من هي؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 02:30 مساءً - "كائن أسطوري في صورة امرأة شاعرة تبث الفتنة بمعانيها الإبداعية والجمالية" هكذا وصف الشاعر والناقد السوري أدونيس الشاعرة المكسيكية، ذات الأصول اللبنانية، "جانيت لوزانو كلاريوند" في مستهل تقديمه لمختاراتها الشعرية المترجمة إلى العربية، والتي تحمل عنوانا لافتا "المرأة ..التعب..أشجار الحور".

Advertisements

ويؤكد أدونيس أن "جانيت" تذكرنا أن "المخيلة سهر على الواقع وأن الواقع نفسه نائم لا يوقظه حقا إلا الشعر، وسواء كانت القصيدة لحظة فرح أو غيمة حزن، فإن الجرح الذي لا يلتئم، جرح الوجود، هو نفسه المكان الذي ينبجس منه الشعر". ويضيف أن قصائد الشاعرة ذات الأصول اللبنانية تفعل ما يفعله أي إبداع حقيقي وهو أن "يتخطى جذريا كل ما يغلق العالم، جامحا أبدا في سفره لاكتشاف المجهول".

وتعبر قصائد المختارات عن هشاشة المرأة وضعفها العاطفي في مواقف كثيرة كما جاء في قصيدة "تكوين " حيث تقول: مثل مرآة تنزف / مثل جرح يقطر / أنزلق / أضعف وأنزلق من فوهة بركان".

وتجسد الشاعرة خيبة الأمل الأنثوية في الحب وكيف يتحول إلى مصدر تهديد بدلا من أن يكون مصدر طمأنينة قائلة في المقطع الثاني من قصيدة " إشارات": "أريد أن أداعب شعرك المتعب / أن أرج الطين / وأدخل فيك خلية خلية / لا تتأثر بحنينك / هكذا أكون شبه ميتة / أعيش في احتضار دائم / على ضفة الخوف منك / ينقصني حب ".

كتاب "المرأة ..التعب..أشجار الحور"متداولة

وتجسد جانيت مأزق الوجود الإنساني وعجز الذات في قولها: "من أين لي أن أعبر البحيرة / أن أعبر الطين المتراكم على صخورها؟ / من أين لي أن أعبر والقمر لا يعكس وجهه عليها / من أين لي أن أعبرها ولا مكان لي في مائها؟".

ويبلغ بها اليأس مبلغة وهي تقول: "ما كان ينبغي أن أولد / نار شاحبة طافت ذلك اليوم / في بهاء المرج / لا شىء إلا عكاز أعمى في الصباح".

وصدرت الطبعة الأولى من المختارات 2021 في القاهرة عن "الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة"، ضمن سلسلة " آفاق عالمية "، قبل أن تصدر منها طبعة جديدة مؤخرا، بترجمة من السوري جعفر العلوني عن الإسبانية مباشرة.

كتاب مذكرات منفىمتداولة

من هي جانيت لوزانو؟

وتعود أصول جانيت لوزانو كلاريوند إلى لبنان من ناحية الأم المولودة بقرية " دوما"، قضاء البترون. ولدت عام 1949 وتخصصت أكاديميا في دراسة االفلسفة والأديان المكسيكية القديمة.

وتعد جانيت من أبرز الأصوات الأنثوية على خريطة الشعر المكسيكي المعاصر، وصدر لها العديد من الدواوين مثل "لحظات الماء"، و"ذاكرة صحراوية"، و"دفاتر تشيهواهوا".

وعربيا، صدر لها ترجمة ديواني "كل شىء قبل المساء" و" دم خفيف"، فضلا عن كتاب سردي هو "مذكرات منفى" الذي صاغته بلغة عذبة وفيه تقول: "نرجع إلى أصولنا، إلى طيّات جذورنا، نسير ملتفّين إلى الوراء بدون رفيق، وحدنا نمضي في الطريق".

ونالت جانيت عام 2022 جائزة "بيبلوس" الأدبية التي تمنح بالتعاون مع السفارة اللبنانية والمركز الثقافي اللبناني للمبدعين المكسيكيين المنحدرين من أصول لبنانية.

أخبار متعلقة :