الغارديان: إعادة النظر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "منعطف كبير"

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 02:25 مساءً - قال تقرير لصحيفة "الغارديان" إن تمكن بريطانيا بقيادة زعيم حزب العمال كير ستارمر، في حال فوزه بالانتخابات، من إعادة النظر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومعالجة الانقسامات المريرة مع أوروبا سيُمثل لحظةً ومنعطفاً كبيراً جدًّا؛ لكن ليس سهلاً.

Advertisements

وتوقع التقرير أن يرحب الزعماء الأوروبيون بستارمر، وأن تحتاج الحكومة الجديدة إلى الاتحاد الأوروبي لتحقيق أجندتها الخاصة بالنمو والأمن.

ويتفق الجميع على أن جزءًا من التحدي الذي سيواجهه ستارمر، سيكون البدء في إعادة بناء الروابط والصداقات التي تحطمت بسبب خروج المملكة المتحدة "المؤلم" من الاتحاد الأوروبي في أعقاب استفتاء عام 2016.

وقال التقرير إن زعيم حزب العمال الذي يدرك أنه لا ينظر إليه على أنه يتجاوز إرادة الشعب، يصر على أنه لن يسعى للعودة إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الجمركي.

ولكن بالنسبة لستارمر، بافتراض فوز حزب العمال في الرابع من يوليو/ تموز، فإن كل هذا على وشك أن يتغير، ولن يصمد كثيرًا بعد يوم الاقتراع.

وبحسب الغارديان، فمن الناحية الإستراتيجية، مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، وفي ضوء الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وتنامي مكانة الصين كقوة عظمى، فإن علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي سوف تأتي في مركز الاهتمام.

ومن الناحية الاقتصادية أيضًا، سيكون تحسين الروابط التجارية مع الاتحاد الأوروبي التي تضررت بشدة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمرًا بالغ الأهمية. وسوف تحتاج حكومة ستارمر بشدة، بطريقة أو بأخرى، إلى تعزيز النمو الاقتصادي في الداخل من أجل الوفاء بوعده بإعادة بناء البلاد وخدماتها العامة، في ظل ضيق الموارد المالية العامة.

كما يتوقع الدبلوماسيون إعلانًا مبكرًا عن التعاون الدفاعي والأمني بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأولى لحكومة ستارمر. ورغم كونهم ودودين للغاية، لن يستسلم زعماء الاتحاد الأوروبي ببساطة لأي شيء تريده حكومة حزب العمال بقيادة ستارمر، في أعقاب فوزه.

وتوقع التقرير، وفق كيم داروش، الذي عمل سفيرًا لبريطانيا لدى الولايات المتحدة، أن يكون الاتحاد الأوروبي "مُحبطًا" بشأن استخدام حكومة حزب العمال مراجعة عام 2026 لاتفاقية التجارة والتعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لإطلاق عملية إعادة تفاوض كبرى، وأن يُجادل بدلًا من ذلك بأن الأمر لا يمكن أن يتعلق إلا بقضايا ثانوية.

وقال تشارلز غرانت، مدير مركز الإصلاح الأوروبي: " سيكون هناك حسن نية تجاه حكومة ستارمر، لكن الحكومات الأوروبية تشعر بالقلق من أنها لا تعرف ما الذي تريده بريطانيا من أوروبا. ورسالتهم الأولى إلى حزب العمال هي أن يوضحوا لهم ما يريدون تحقيقه".

وخلُص التقرير إلى أن المملكة المتحدة أصبحت الآن في أسفل قائمة أولويات الاتحاد الأوروبي. وأن الاعتقاد بأن المملكة المتحدة يمكن أن تختار ببساطة العودة في ظل حكومة ستارمر وحزب العمال، عندما تريد، يبدو غير واقعي مثل الأمل الذي كان متوهجًا في عام 1997.