"تتمتع بتاريخ غني".. تعرّف على أقلية يهود الجبال في داغستان

محمد الرخا - دبي - الاثنين 24 يونيو 2024 11:17 صباحاً - لفتت حادثة الهجوم الدموي على كنيس يهودي في منطقة داغستان أنظار العالم لهذه الأقلية، التي تُعرف بيهود الجبال، و"تتمتع بتاريخ غني"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

Advertisements

وحسب المصادر التاريخية، فإن "يهود الجبال" جماعة لها خصوصياتها الإثنية واللغوية، يعيش أفرادها في داغستان وأذربيجان، ومن هنا يشار إليهم بلفظ "يهود داغستان"، و"يهود التات".

ويُسمِّي يهود الجبال أنفسهم "جوهور"، ولكن مصطلح "يهود الجبال" ذاته هو مصطلح روسي صكّته السلطات الروسية القيصرية في منتصف القرن التاسع عشر بعد ضم المنطقة إليها.

وتعود جذور يهود داغستان أو "يهود الجبال" أو "تاتس" كما يعرفون في داغستان، إلى يهود المناطق الناطقة بالفارسية، ويعيشون في القوقاز منذ القرن الثامن على الأقل، حسب الصحيفة العبرية.

تاريخ وصول اليهود الأوائل إلى أراضي داغستان الحالية غير معروف على وجه اليقين، ولكن بحلول القرن السابع عشر كان عدد السكان اليهود ثابتًا بما يكفي ليسجله الرحالة الألماني، آدم أوليريوس.

كنيس كيلي نوماز في ديربنت، داغستانويكيميديا ​​​​كومنز

تاريخيًا، استقر يهود الجبال في أجزاء مختلفة من داغستان، مع وجود أعداد كبيرة من السكان في مدن مثل ديربنت ومخاتشكالا، وتعد ديربنت، إحدى أقدم المدن في المنطقة، مركزًا أساسيا للحياة اليهودية، حيث كانت تضم العديد من المعابد اليهودية قبل الثورة البلشفية في 1917.

واليوم، لا يزال كنيس كيلي نوماز فقط نشطًا في ديربنت، ويعمل كنقطة محورية للسكان اليهود المتضائلين، وفقًا لتقرير صحيفة "جيروزاليم بوست".

حافظ هذا المجتمع على ممارساته الثقافية والدينية المتميزة على الرغم من العزلة الجغرافية والسياسية.

أخبار ذات صلة

مقتل 7 شرطيين.. هجوم دموي على كنيس يهودي في "داغستان" الروسية (فيديو)

الحقبة السوفييتية

تمكن يهود الجبال خلال الحقبة السوفييتية، من الحفاظ على ممارساتهم وشعائرهم الدينية ولو بنوع من التكتم، مثل صناعة خبز الماتزو، وطقوس عيد الفصح، وإضاءة شموع السبت، وذلك لاتقاء السياسات المعادية للسامية السائدة في أجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي.

واستمرت هذه المرونة الثقافية رغم الظروف القاسية التي فرضها النظام السوفييتي، كما تشير مصادر مختلفة.

وفي العقود الأخيرة، واجه السكان اليهود في داغستان تحديات كبيرة، حيث أدى انهيار الاتحاد السوفييتي والصراعات الإقليمية اللاحقة، وخاصة حروب الشيشان، إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار.

وقد أدى صعود الفكر المتشدد إلى زيادة تعقيد الوضع؛ ما دفع العديد من اليهود إلى الهجرة.

وانخفض عدد السكان اليهود في داغستان من حوالي 50 ألفا إلى أقل من 10 آلاف في السنوات الأخيرة، مع انتقال العديد منهم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أجزاء أخرى من روسيا.

أخبار ذات صلة

اقتحام مطار داغستان.. اعتقال 60 شخصًا وإصابة 9 عناصر من الشرطة

المحتجون بعد اقتحامهم مطار داغستانAP

زيادة التوترات

على الرغم من انخفاض أعدادهم بشكل كبير، حافظ يهود الجبال في داغستان وأماكن أخرى في شمالي القوقاز على تقاليدهم وتراثهم.

ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة زيادة في التوتر العرقي وأعمال العنف؛ ما دفع كثيرين إلى التفكير في الهجرة بحثا عن الأمان.

وسلط رومان أشوروف، وهو عضو بارز في المجتمع اليهودي هناك، الضوء على المخاطر التي يواجهها اليهود، بما في ذلك عمليات الاختطاف التي تقوم بها مجموعات شيشانية استهدفت اليهود مقابل الفدية.

وفي السنوات الأخيرة، واجهت الجالية اليهودية في داغستان تهديدات كبيرة، بما في ذلك الحادث الذي وقع في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حين اقتحم حشد مطار محج قلعة بحثًا عن قادمين من إسرائيل؛ ما أدى لإغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية.

وفي وقت سابق من ذلك اليوم، أُضرمت النيران في مركز يهودي قيد الإنشاء في داغستان، وكتبت على جدرانه عبارة "الموت لليهود"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

ورغم هذه التحديات، تقول الصحيفة العبرية، تواصل الجالية اليهودية في داغستان، نضالها من أجل السلام والتعايش.