محللون: روسيا لن تبادر إلى استخدام "النووي" رغم التلويح بتعديل "عقيدتها"

محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 10:06 مساءً - أثار تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إمكانية تعديل عقيدة بلاده النووية، تساؤلات كثيرة، لاسيما في ظل الحديث عن تعديل الفقرة التي تسمح لموسكو بإطلاق صواريخها النووية.

Advertisements

وعقب تصريحات بوتين، رجح رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما أندريه كارتابولوف تعديل العقيدة النووية في حال ازدادت التهديدات ضد روسيا، مشيراً إلى أن التعديل قد يشمل توقيت استخدام السلاح النووي.

ويرى خبراء أن الظروف الآن "تمهد لإجراء تعديلات على هذه العقيدة وخاصة توقيت الاستخدام ونوعية السلاح النووي في حال كان استراتيجياً أو غير ذلك".

كما يرى آخرون أن التلويح "بتغيير العقيدة النووية يأتي في ظل رفع سقف التهديد الغربي، وأن التغيير يأتي رداً على تلك التهديدات وليس بالضرورة استخدامه فعليا بل تحديد الظروف بدقة أكثر لتفعيل الترسانة النووية".

ظروف أدق للاستخدام

ويقول الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية سيرغي سوليانيك، لـ"الخليج الان"، إن "العقيدة الحالية تشمل ظروفاً معينة غير أنها شاملة لاستخدام السلاح النووي، لكن في حال تم إجراء التعديل سيشمل ظروفاً أدق".

ويتابع سوليانيك قائلا: "قد يشمل التعديل فقرة حق الاستخدام في حال نصبت صواريخ نووية موجهة ضد روسيا وليس إطلاقها فقط، وقد تشمل تفصيلات أكثر حول نوع السلاح النووي، إذا كان سلاحاً استراتيجياً أم غير استراتيجي، وهذا النوع يكون محدوداً واستخدامه أقل ضرراً من الاستراتيجي الذي يعتبر تدميرياً على نطاق واسع".

ويضيف الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن "العقيدة الحالية تشير إلى أن الاستخدام يأتي في حال توفر تهديد وجودي للدولة الروسية، وهذا المفهوم بحاجة لتفسير أكثر وقد يجري تفسير في حال تم التعديل".

وبحسب سوليانيك، "قد ينص التعديل على أن توفر أي معلومة تشير إلى أن أحد الصواريخ النووية في أي رقعة في العالم يتم توجيهها ووضعها في حالة التأهب، سيخول موسكو استخدام سلاحها النووي لردع التهديد وهذه نقطة حساسة وخطيرة وتعتبر قفزة في الحديث عن استخدام سلاح نووي".

وأشار إلى أن التعديلات قد تشمل "نوعية السلاح الذي سيتم استخدامه بما يتوافق مع نوعية التهديد، أي أن التأهب والتوجيه بسلاح غير استراتيجي سيقابله استخدام صواريخ نووية غير استراتيجية لضرب الهدف وتدمير التهديد وفي حال كان النوع استراتيجيا سيقابله نظيره الاستراتيجي".

وخلص سوليانيك إلى القول إن "الغرب يصعّد لغته النووية ويتحدث عن التأهب النووي، وروسيا مجبرة للرد، لكن لا أعتقد أن تكون موسكو المبادِرة بالاستخدام إلا في حال وجود معلومات دقيقة بأن صاروخاً ما في حالة تأهب قد يتجه للأراضي الروسية في توقيت معين".

وأوضح بأنه "عند ذلك ستكون روسيا المبادرة بذلك، وعلى الغرب أن يفهم هذه التفاصيل بدقة وأن لا يدفع العالم لكارثة حتمية".

مجرد تهديد

في المقابل يستبعد الباحث في الصراعات الدولية وأستاذ العلوم السياسية إيغور نيستيروف، أن تكون روسيا بصدد تعديل العقيدة النووية لتوفير قاعدة استخدام أوسع.

وأوضح في حديث لـ"الخليج الان": "قد يتم التعديل بنقاط أكثر تفصيلا، لكنها ستكون ضمن دائرة التهديد، فموضوع أن تكون روسيا مبادرة بالاستخدام هذا أمر غير وارد في عقيدة روسيا الأمنية".

وأضاف: "الناتو يتحدث عن وجود صواريخ نووية بحالة تأهب، ومن الطبيعي في أي دولة نووية أن يكون جزء من الترسانة الصاروخية النووية في حالة تأهب، لكن الحديث عن هذه الحالة هي التهديد ومن هنا تشعر روسيا أن الطرف الآخر يصعّد، ولا بد لها من التلويح بالعقيدة النووية".

وخلص نيستيروف إلى القول: "في النهاية ما زلنا في منطقة إطلاق التهديدات المتبادلة، ولم نتجاوزها وحتى زيادة عدد الصواريخ أو الحديث عن حالة تأهب، كله يصب في مفهوم التهديد، لكن هذه الظروف تأتي قبل مرحلة الفعل وهذا الخطير في الأمر برمته".