"عروس كركوك".. خطفها البحر في إيطاليا قبل لقاء زوجها

محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 09:03 مساءً - أحمد عبد

Advertisements

يجلس محمد العدناني تارة ويتمشى تارة أخرى، تحرقه رمال ساحل إقليم "كلابريا" في أقصى جنوب إيطاليا، يترقب البحر لحظة بلحظة، عسى أن يرى قاربا مطاطيا صغيرا يحمل زوجته، لكنها لم تصل، فقد ابتلعها البحر برفقة العديد من العراقيين المهاجرين على متن ذلك القارب.

"إيام نجم".. الشابة العشرينية ذات الشعر الأسود المنسدل من مدينة كركوك العراقية، كانت واحدة من عشرات الضحايا ممن وقعوا في فخاخ عصابات تهريب البشر نحو أوروبا، فلم تمهلها أمواج البحر المتلاطمة وقتًا إضافيًا لعناق زوجها، الذي كانت ستلتقيه للمرة الأولى بعد انتظار شهور على زواجهما الورقي عن بُعد.

وفي الـ10 من شهر حزيران/يونيو الجاري، استقلت الشابة إيام قاربًا مطاطيًا، برفقة 76 راكبًا، منطلقاً من السواحل التركية، لكن هذه المرة لم تكن وجهته نحو اليونان كعادة غالبية المهاجرين بطرق غير شرعية من تركيا نحو أوروبا.

وقررت إيام اختصار وجهتها للقاء زوجها، محمد العدناني، في إيطاليا دون المرور برحلة برية يقطع فيها المهاجرون آلاف الكيلومترات مشياً على الأقدام للوصول إلى وجهتهم في ألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، معرضين أنفسهم إلى مخاطر الملاحقة من قبل شرطة الحدود في البلدان التي يمرون فيها.

وقضت الضحية "إيام" خمسة أيام في عرض البحر برفقة 4 من أقاربها، تتلاطمها الأمواج يميناً وشمالاً، قبل أن يحترق القارب دون سابق إنذار، في الـ15 من شهر حزيران/يونيو الجاري، ليغرقوا في الأبيض المتوسط على بعد 139 كيلومتراً قبالة سواحل مدينة روتشيلا يونيكا التابعة لإقليم "كلابريا" الإيطالي.

ونجا شخص واحد من أقارب الضحية من الحادثة الأليمة، لكنه لم يتمكن من سرد كامل القصة لذويه وأقاربه لسوء حالته الصحية، لكنه اكتفى بإخبار، محمد العدناني، بأن زوجته التي كان ينتظرها لم تنجُ، وأنه شاهدها تغرق أمام عينيه.

واكتفى ذوو الضحية إيام بنصب خيمة العزاء وسط مدينة كركوك حزناً على ابنتهم التي ما زال جثمانها مفقوداً مع 33 آخرين، وفي بوابة تلك الخيمة الصغيرة يقف ذووها منكسرين ليس لهم سوى فيض الدموع عسى أن تصل تلك الدموع مياه الأبيض المتوسط لتجذب لهم شيئاً من ذكرى ابنتهم إيام.

أخبار متعلقة :