السودان..هل ينجح الاتحاد الأفريقي في جمع "حميدتي" و "البرهان" على طاولة الحوار؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 11:09 صباحاً - يعتقد سياسيون سودانيون، أن نجاح تنفيذ قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، بعقد لقاء يجمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عبر تشكيل لجنة وساطة برئاسة الرئيس الأوغندي، تحكمه اعتبارات عدة، في صدارتها الجدية والسرعة من جانب آلية لجنة الوساطة الرئاسية الرفيعة التي سيتم تأسيسها.

Advertisements

ورأوا أن اللقاء يعتمد أيضًا على دور قوى دولية وإقليمية لممارسة الضغوط على أطراف الصراع من أجل الجلوس على طاولة واحدة لبدء مفاوضات تتعلق في المقام الأول بوقف إطلاق النار، وتوصيل المساعدات، والتعامل بكل حسم، والتلويح بعقوبات تفرض على أي من الطرفين، في حال تعطيل عمل هذه اللجنة أو الآلية، أو وضع أي تعقيدات أمامها.

وشدد السياسيون، في تصريحات لـ"الخليج الان"، على ضرورة وضع آلية تتعلق بالخيار الخاص بتشكيل قوات أفريقية للسلام، للتدخل الفوري بمهام فض الاشتباك وتحديد نقاط تماس بين الجيش والدعم السريع، وتجهيز ممرات آمنة للمدنيين في مناطق النزاع، وذلك في حال عدم التوصل لعقد لقاء بأقرب وقت بين "البرهان" و"حميدتي".

ووافق أخيرًا، مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، على تشكيل لجنة وساطة برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للتوسط وتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي.

مفاوضات مباشرة

وأوضح البيان الختامي الخاص بالاجتماع رقم 1218 على مستوى رؤساء الدول الأفريقية، أن وقف إطلاق النار، لا يمكن تحقيقه إلا عبر المفاوضات المباشرة بين الأطراف الرئيسة المتورطة في الصراع، وأنه لا يمكن للنزاع الحالي أن يجد حلًّا عسكريًّا يمكن تنفيذه بشكل مستدام، وأن الحوار الشامل والجدي هو السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم للوضع الراهن. 

ويؤكد مصدر سياسي سوداني رفيع المستوى في أوغندا، أن عامل الوقت سيكون حاسمًا مع تبني هذه القرارات وتفعيلها قبل الاصطدام بأي معوقات تتكون خلال الأيام المقبلة، ويكون ذلك بسرعة تشكيل الآلية الرئاسية التي ستقوم بجهود إتمام الوساطة بالاجتماع بين "البرهان" و"حميدتي"، مع ضرورة الاعتماد على قوى دولية وإقليمية لممارسة الضغوط على أطراف الصراع، للجلوس إلى طاولة واحدة لبدء مفاوضات تتعلق في المقام الأول بوقف إطلاق النار.

وأشار المصدر في تصريحات لـ"الخليج الان"، إلى أهمية سرعة تشكيل اللجنة التي ستقوم بالوساطة، ولا سيما أن هناك آلية لتكوينها، حيث سيتشكل أعضاؤها من رئيس دولة وحكومة لبلد من كل منطقة من مناطق القارة، وأي دولة من شمال أفريقيا ومثلها من الشرق والغرب والجنوب، مشيرًا أيضًا إلى أهمية تجهيز الآلية الخاصة قرارًا بتشكيل قوات أفريقية تتدخل في السودان، حال فشل جمع "البرهان" و"حميدتي".

حلول عملية

وبحسب ما جاء في البند رقم 13، من البروتوكول المتعلق بتشكيل اللجنة المعنية، سيكون تأليفها من رئيس دولة وحكومة من كل منطقة من مناطق القارة، لتسهيل اللقاء وجهًا لوجه بين قيادات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في أقصر وقت ممكن. 

فيما يرى عضو المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم"، عثمان إبراهيم، أن ما خرج من قرارات مجلس الأمن والسلم، يحمل تمهيدًا لحلول عملية. ولكن يجب أن تكون هناك جدية من الطرفين تتعلق بالتعامل مع هذه القرارات، والترفع عن أي مصالح خاصة عسكرية أو سياسية من جانبهما. 

ويقول "إبراهيم"، إن هذه القرارات وعقد اجتماع بين "البرهان" و"حميدتي"، أمور مرحب بها من جانب "تقدم" التي يهمها إيقاف الحرب والدمار، ولكنه أكد ضرورة أن يكون هناك تنسيق من جانب هذه الآلية أو اللجنة التي ستشكَّل من مجلس الأمن والسلم الأفريقي، مع منبر جدة الذي يعتبر أساسيًّا في هذه الأزمة، حتى تكون الجهود متكاملة.

ولفت إلى أن نجاح الجهود المنتظرة، تتوقف في المقام الأول على الطرفين المتحاربين، بضرورة السعي لمصلحة المواطن والوطن دون تمزق في ظل هذا الدمار، والسير مباشرة لأي دعوة تفاوضية، ويجب إيجاد حل سريع، ونجاح هذه المبادرة مرتبط كثيرًا بنوايا الأطراف المتحاربة والوقوف على ما بات قائمًا من خراب ودمار في البلاد".

الضغط على الأطراف

فيما قالت الناشطة والسياسية السودانية، زهراء الصافي، إن هذه المساعي الأفريقية تتطلب تكثيف جهود من دول عربية لدعم هذه اللجنة لتجميع الطرفين في ظل أزمة كبيرة يعيش على وقْعِها ملايين السودانيين، مع أهمية ممارسة الضغوط على الطرفين والجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار بأسرع وقت.

وأوضحت "الصافي"، أن الحرب السودانية من أكبر الأزمات التي مرت في تاريخ المنطقة وليس السودان فقط، حيث خلفت نزوحًا ولجوءًا هو الأكبر في العالم، في ظل تشرد ملايين السودانيين وتعرض من يعيشون في الداخل لمجاعات فضلًا عن الانتهاكات التي لا تُعد.

وتابعت: "قائد قوات الدعم السريع، سيذهب إلى ما ترغب إليه هذه اللجنة من اجتماع مع البرهان الذي حاول عرقلة جهود السير نحو عدة مفاوضات قبل ذلك، لأسباب تتعلق بسيطرة الإسلاميين على قراره وهيمنتهم على الجيش، ونتمنى أن يخرج من هذه السيطرة ويَظهر في اجتماع واحد مع حميدتي".