لوموند: اليسار يستعيد عافيته في فنلندا ويحقق مكاسب في دول شمال أوروبا

محمد الرخا - دبي - الأحد 23 يونيو 2024 05:18 صباحاً - شكلت الانتخابات الأوروبية الأخيرة تحولا كبيرا في المشهد السياسي لعديد من الدول في القارة، من بينها فنلندا، حيث صعد الائتلاف اليساري، بقيادة لي أندرسون إلى المركز الثاني بقوة. 

Advertisements

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن ائتلاف "الأحمر والأخضر" حصل على 17.3% من الأصوات، متجاوزا الحزب الديمقراطي الاشتراكي ومتخلفا فقط عن حزب الائتلاف الوطني المحافظ بقيادة رئيس الوزراء بيتيري أوربو.

وتمثل نتائج الانتخابات هذه زيادة كبيرة قدرها 10.4 نقطة عن انتخابات 2019، حيث حصلت لي أندرسون، 37 عامًا، على أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الأوروبية في فنلندا، إذ تم وضع 247604 بطاقة اقتراع لصالحها. 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النجاح لقي صدى في جميع أنحاء دول شمال أوروبا، حيث حقق حزب الشعب الاشتراكي في الدنمارك وحزب اليسار في السويد أيضا مكاسب كبيرة.

 وفي حديثها من بروكسل، أرجعت أندرسون نجاح تحالف اليسار، إلى جهود المساواة الاجتماعية، وسياسة المناخ الطموحة من جهة، والدفاع الحازم عن حقوق الإنسان، من جهة أخرى.

 وقالت: "إننا ندعو إلى تحسين ظروف العمل والحماية الاجتماعية القوية، إلى جانب اتخاذ موقف قوي بشأن العمل المناخي والتضامن مع أوكرانيا وفلسطين".

ووفقا لأندرسون، فقد فشلت هذه الحكومة اليمينية في تحسين حياة الناس العاديين، وهاجمت بدلا من ذلك النقابات العمالية، وتسببت بتدهور ظروف العمل وخفض الخدمات الاجتماعية، والعمل عكس اتجاه حماية المناخ والبيئة.

ورغم كل تلك الأسباب، طغى حادث عنيف على المشهد وأثر على الانتخابات، حيث تعرضت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما في أولو، لهجوم من قبل رجل تم تعريفه على أنه من النازيين الجدد وله تاريخ من السلوك العنيف. 

وأدانت أندرسون، التي واجهت هذا الشخص سابقًا خلال هجوم عام 2013 في مناسبة عامة، الحادث باعتباره مؤشرًا على التهديد المتزايد للعنف اليميني المتطرف، داعية إلى إجراء نقاش وطني حول العنصرية والتطرف.

وكانت أندرسون ناشطة نسوية وبيئية منذ فترة طويلة، وقد نشطت في السياسة منذ أن قادت حركة الشباب في تحالف اليسار في عام 2011.

ومع خلفية في القانون الدولي، عملت كعضو في مجلس المدينة، وبرلماني، ووزيرة التعليم في فنلندا، وعلى الرغم من تراجعها المؤقت أثناء إجازة الأمومة، إلا أنها ظلت شخصية مركزية في السياسة الفنلندية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حملة أندرسون للرئاسة في يناير 2024، أظهرت - رغم فشلها -، جاذبيتها الواسعة وسلوكها الثابت، حيث احتلت المركز الخامس بنسبة 4.9٪ من الأصوات، في سباق فاز به رئيس الوزراء السابق ألكسندر ستاب، وقد لاقى نهجها، الذي اتسم بالصدق وضبط النفس، استحسان الناخبين.

وتابعت الصحيفة تقول: "بينما تنتقل إلى دورها في البرلمان الأوروبي، أكدت أندرسون دعمها الثابت لأوكرانيا ومعارضتها لتصرفات روسيا، موضحة أنه بعد عودة قصيرة إلى هلسنكي لتسليم قيادة تحالف اليسار، من المقرر أن تواصل رحلتها السياسية في بروكسل".