22 يونيو 2024, 5:31 م
حالة من الترقب وحبس الأنفاس تنتظر فرنسا.. انتخابات مصيرية قد تفتح أبواب السلطة لليمين المتطرف في منعطف غير مسبوق، في اقتراع هو بمثابة زلزال قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي بتداعيات اقتصادية وسياسية على المستويين الوطني والقاري، وسط حالة استقطاب بين اليمين واليسار في البلاد.. فهل تنزلق حملات الانتخابات التشريعية الفرنسية إلى مربع العنف؟.
على مدى الأسابيع الماضية هيمنت عمليات قتل المراهقين وإطلاق النار المرتبط بالمخدرات والتهديد الإرهابي المتزايد ما تسبب في مشاكل للرئيس ماكرون وحملته الانتخابية..
واليوم، بات المشهد السياسي المجزأ في فرنسا ونظام الجولتين يشجع على التحالفات، لهذا وافق الاشتراكيون على توحيد قواهم مع حزب الخُضر، والشيوعيين، وحزب فرنسا التي لا تنحني، وحزب جان لوك ميلينشون اليساري المتطرف.
ومع تفاقم الأجواء السياسية اعتدى أشخاص يرتدون ملابس سوداء بالضرب على مرشح يميني متطرف خلال الحملة الانتخابية في تكرار للعنف ضد ساسة في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا، ما يثير المخاوف من اتساع رقعة العنف بين اليسار واليمين خلال الحملة الانتخابية وجر البلاد إلى حالة من الفوضى والعنف.
الأحداث العنيفة الأخيرة في فرنسا ليست مرتبطة بشكل واضح ببعضها البعض، إلا أن تدفق القصص الإخبارية قد وفر مادة تحريضية لحملة اليمين المتطرف، في الوقت الذي أصبحت فيه الأجواء السياسية في فرنسا أكثر تشدداً بسبب تداول الانتقادات اللاذعة التي غالباً ما يتم نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانقسامات وخطابات السياسة الشعبوية.
وفي تصريحات تعمق الانقسام وتزيد من حالة الفوضى قال ماكرون: "ثمة تطرف لا يمكن السماح بمروره.. يجب تحمل المسؤولية الآن"، وجاء ذلك ردا على لوبان التي اعتبرت في كلمة لها أنه لم يبقَ أمام ماكرون سوى الاستقالة للخروج من الأزمة السياسية التي أثارها قراره..
قرار ماكرون بإجراء الانتخابات وقبله فوز حزب لوبان كانا بمثابة القنبلة التي أعادت خلط الأوراق في المشهد السياسي الفرنسي، فقد تسارعت عملية إعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد فتحولت أحيانا إلى مظاهر خوف وفوضى بظهور انقسامات واسعة داخل المعارضة اليمينية.
المشهد السياسي في فرنسا تغير بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فقد قاد ماكرون الذي خاض الانتخابات كمرشح وسطي عام 2017 إصلاحات واسعة النطاق في ولايته الأولى تضمنت أجندته التحرير الاقتصادي والإصلاحات الضريبية ومبادرات لتعزيز الاتحاد الأوروبي ومع ذلك لم تحظ هذه التدابير بالدعم الشعبي، بل أثارت مقاومة كبيرة ظهرت في الاحتجاجات المستمرة التي تنظمها حركة "السترات الصفراء" بشكل مثير لافت وجديد ويمثل صعود حزب "التجمع الوطني" تحت قيادة لوبان تحديا كبيرا لماكرون.