مشروب "الماتشا".. أفضل طريقة تحضير لفوائد صحية أكبر

محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 07:10 مساءً - شهد مشروب "الماتشا"، المصنوع من مسحوق ناعم مشتق من أوراق الشاي الأخضر، زيادة كبيرة في شعبيته رغم أصوله القديمة؛ إذ تم جلبه إلى اليابان في القرن الثاني عشر من الصين، وهو الآن عنصر أساسي في العديد من الأنظمة الغذائية المهتمة بالصحة.

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع huffpost، تم توثيق الفوائد الصحية العديدة للماتشا بشكل جيد، إلا أنّ التحضير غير المناسب يمكن أن يقلل من قيمته الغذائية.

وللتأكد من الحصول على أقصى استفادة من الماتشا، يتم إنتاجه من خلال عملية دقيقة تبدأ بتظليل نباتات كاميليا سينينسيس لعدة أسابيع. وتعمل هذه الخطوة على زيادة محتوى الكلوروفيل، ما يعزز اللون الأخضر النابض بالحياة للأوراق.

يتم بعد ذلك قطف الأوراق الصغيرة يدويًّا، وطهيها على البخار لمنع الأكسدة، ثم طحنها إلى مسحوق ناعم باستخدام المطاحن الحجرية التقليدية. تحافظ هذه الطريقة على العناصر الغذائية والنكهة المميزة للشاي.

وعلى عكس الشاي الأخضر العادي، التي يتم نقع الأوراق ثم التخلص منها، فإن الماتشا يتضمن استهلاك الورقة بأكملها؛ مما يوفر تركيزًا أعلى من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة.

الفوائد الصحية للماتشا

الماتشا غني بمادة Epigallocatechin Gallate (EGCG)، وهو كاتشين قوي معروف بخصائصه المضادة للأكسدة. وتشير الدراسات إلى أن EGCG يمكن أن يعزز عملية التمثيل الغذائي، ويساعد في إنقاص الوزن، ويقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وهي العوامل الرئيسية في الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

وتقول خبيرة التغذية ليزا ريتشاردز: "يحتوي الماتشا أيضًا على الكافيين والحمض الأميني إل-ثيانين، اللذين يوفران معًا شعورًا بالهدوء واليقظة". ومع ما يقرب من 70 ملليغرام من الكافيين لكل كوب، توفر الماتشا دفعة طاقة ألطف مقارنة بالقهوة السوداء، التي تحتوي على 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين لكل كوب.

تأثير الحليب على القيمة الغذائية للماتشا

غالبًا ما يدفع طعم الماتشا المر والعشبي الناس إلى مزجه مع الحليب والمحليات، إلا أنّ هذه الممارسة يمكن أن تقلل من امتصاص الكاتيكين. ويشير عالم الأغذية بريان كووك إلى أنه حتى مع الماء الساخن فقط، يتم امتصاص 16% إلى 20% فقط من كاتشينات الماتشا في مجرى الدم؛ بسبب ضعف قابليتها للذوبان.

كما تزيد إضافة الحليب من تثبيط امتصاص الكاتشين بحوالي 5%، إذ يحدث هذا الانخفاض بسبب ارتباط الكاتيكين بالكازين، وهي البروتينات الموجودة في حليب البقر. وفي حين أن هذا الارتباط يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الحالات، إلا أن التركيز العالي للكاتيكين في الماتشا يمكن أن يثبط الإنزيمات الهضمية؛ مما يجعل من الصعب على الجسم تحطيم البروتينات.

البدائل: الحليب النباتي

للحليب النباتي، مثل حليب الشوفان أو اللوز، تأثير أقل على امتصاص الكاتشين، إذ تتفاعل البروتينات النباتية بشكل أقل مع الكاتيكين، مما يقلل من عملية التثبيط. كما تحتوي هذه الأنواع من الحليب أيضًا على بروتين أقل من حليب البقر، مما يمثل مفاضلة بين تناول البروتين وامتصاص الكاتشين.

اختيار وإعداد ماتشا

للحصول على أفضل الفوائد الصحية، يفضل أن يتم الاستثمار في الماتشا عالية الجودة، خاصة الخضراء اللون والمصنوعة من مسحوق أوراق الشاي الأخضر النقي بنسبة 100%. وتشتهر الماتشا في مناطق مثل أوجي، أو نيشيو، أو كيوتو في اليابان بجودتها؛ بسبب أساليب الزراعة والمعالجة الدقيقة.

وعند تحضير الماتشا، يفضل الانتباه إلى درجة حرارة الماء، إذ يوصى باستخدام الماء بدرجة حرارة أقل من 85 درجة مئوية لتجنب حرق الماتشا وفقد مغذياته. وتشير الدراسات إلى أن تناول جرعة يومية من 2 إلى 4 جرام من الماتشا، أي ما يعادل 2 إلى 4 أكواب موزعة على مدار اليوم، مفيد للصحة.

فوائد صحية طويلة الأمد

وفي حين أن الآثار الصحية المباشرة للماتشا قد تكون خفية، إلا أن فوائدها على المدى الطويل كبيرة، فالاستهلاك المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويبطئ عملية الشيخوخة وظهور الأمراض المزمنة. بالتالي؛ ستكون التأثيرات الإيجابية على الصحة أكثر وضوحًا على مدى خمس إلى عشر سنوات.