"فورين بوليسي": الصين تختبر صبر واشنطن بهجمات على سفن الفلبين

محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 03:03 مساءً - اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنّ تصاعد هجمات الصين في المياه المتنازع عليها قبالة الساحل الفلبيني، تمثل اختبارا للخطوط الحمراء الأمريكية بشأن الدفاع عن الفلبين، حليفتها في المحيط الهادئ.

Advertisements

وقبل أيام اعترضت سفن خفر السواحل الصينية سفنًا فلبينية كانت تحاول إعادة إمداد بحارتها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، على بعد 100 ميل فقط من الساحل الغربي للأرخبيل.

وشبه رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية الهجوم الصيني بهجوم "القراصنة".

إجراءات صينية

ولأكثر من عقد من الزمان، كانت الصين تطالب بالسيطرة على مجمل بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي، من خلال بناء جزر اصطناعية، وتجاهل القانون الدولي، ومطاردة سفن الدول الأخرى بمدافع المياه، وفقا للتقرير الأمريكي.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء الماضي في اتصال هاتفي مع نظيره الفلبيني أن التزام الولايات المتحدة الدفاعي مع مانيلا "صارم"، وذلك بعد أيام فقط من تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر على السياسة الأمريكية طويلة الأمد التي تقضي بأن أي هجوم على السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي سيؤدي إلى تفعيل بند الدفاع المشترك في معاهدة 1951 بين البلدين.

لكن الولايات المتحدة لم تتابع الأمر باتخاذ إجراءات ملموسة.

وقال جورجي إنجلبريشت، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، إن "التوترات البحرية تهيمن على الخطاب في البلاد، ولا يزال الناس يشعرون أن الأمر قد يتفاقم، في الوقت الحالي لا نسمع سوى التصريحات فهل ستردع الصين، أم أن بكين سترفع مستوى الرهان مرة أخرى؟"

تصعيد مدروس

وعلق كولين كوه من كلية إس. راغاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة بأن الصين "صعّدت عدوانها بعناية، بدءًا من استخدام مكبرات الصوت وخراطيم المياه إلى صدم السفن، ثم الصعود عليها ومهاجمة البحارة" مضيفا "لقد كان غليانًا بطيئًا ومدروسًا، ويبدو أنه لا يصل إلى مستوى التحفيز المباشر للتدخل الأمريكي" وفق تعبيره.

وأضاف "يبدو أن الصينيين يعتقدون أن إجراءاتهم الحالية ضد الفلبينيين ستكون دون عتبة تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين واشنطن ومانيلا، لكنهم يغامرون بالخطر" بحسب تقديره.

وتمتلك الفلبين قوة خفر سواحل وبحرية صغيرة وليس لديها سوى القليل من الوسائل أمام أكبر قوة خفر سواحل وبحرية في العالم.

ولكن على الرغم من الإصرار المتكرر من جانب مسؤولي الدفاع والدبلوماسيين الأمريكيين على أن الهجمات على السفن الفلبينية في أي مكان في بحر الصين الجنوبي ستؤدي إلى تفعيل المعاهدة، فمن الواضح أنه لا رغبة لدى واشنطن لخوض حرب مع الصين بسبب الصخور والمياه الضحلة، وفقا لتقرير المجلة.

وقال إنجلبريشت إن الصين "تختبر قدرة كل من الفلبين والأمريكيين على الصمود، إنهم يختبرون الخطوط الحمراء، هذا هو هدف الصين: اختبار التحالف، وكشف خدعة الأمريكيين" وفق تعبيره.