محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 01:06 مساءً - أظهرت أبحاث جديدة أنك قد تكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر إذا كانت والدتك تعاني من المرض، مقارنة بإصابة والدك بالمرض.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين تم تشخيص إصابة آبائهم بمرض الزهايمر قبل سن 65 عامًا لديهم أيضًا خطر أعلى من المتوسط للإصابة بهذه الحالة، كما تشير الدراسة التي فحصت كمية لويحات الأميلويد في أدمغة 4400 بالغ لا يعانون من ضعف الإدراك بمتوسط عمر 70 عامًا.
توصلت دراسة أجريت في ولاية ماساتشوستس إلى أن الأشخاص الذين أجريت عليهم اختبارات بمستويات أعلى من لويحات الأميلويد، وهي البروتينات التي يُعتقد أنها مقدمة لمرض الزهايمر، كانوا أكثر عرضة لوجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض من جانب أمهاتهم. كما وجد أن الأشخاص الذين تم تشخيص آبائهم بمرض الزهايمر في سن الخامسة والستين أو أقل لديهم مستويات أعلى من المتوسط من لويحات الأميلويد في أدمغتهم.
ويعتقد أن لويحات الأميلويد تسبب مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً من أشكال الخرف، وذلك من خلال تراكمها حول الخلايا العصبية؛ ما يؤدي إلى تعطيل الاتصالات بين خلايا المخ وفي النهاية قتلها. والأميلويد عبارة عن بروتينات طبيعية موجودة في الجسم، ولكن نوعاً معيناً منها، يسمى بيتا أميلويد، يمكن أن يتراكم حول خلايا المخ؛ ما يضعف وظيفة هذا العضو.
قد يستغرق الأمر سنوات حتى تتراكم الأميلويدات بشكل كافٍ لإحداث تأثير ملحوظ على الوظيفة العقلية، واقترح الباحثون في الدراسة التي أجريت في ماساتشوستس أن الميتوكوندريا، محطات الطاقة الصغيرة داخل خلايانا، قد تكون السبب في أن المرضى الذين لديهم أمهات مصابات بالخرف قد يكونون أكثر عرضة للخطر.
يعتقد الباحثون أن الميتوكوندريا تنتقل من الأم إلى الجنين، كما افترضوا أن العيوب في الكروموسوم X قد تكون مسؤولة عن ذلك، حيث تنتقل هذه العيوب دائمًا من الأم إلى الجنين.
وقال الباحثون، إن الآباء الذين يعانون من شكل مبكر من المرض قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر وراثيا، وهو ما قد يزيد من خطر إصابة أطفالهم. وقال الدكتور هيون سيك يانج، طبيب الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام: "وجدت دراستنا أن المشاركين الذين لديهم تاريخ عائلي من جانب أمهاتهم، لوحظت لديهم مستويات أعلى من الأميلويد".
وأضافت طبيبة الأعصاب الدكتورة مابل سيتو، التي شاركت في تأليف الدراسة: "إذا عانى والدك من أعراض مبكرة، فإن ذلك يرتبط بمستويات مرتفعة في نقل المرض إلى الأبناء". واستخدم الباحثون بيانات من دراسة العلاج المضاد للأميلويد في مرض الزهايمر من دون أعراض (A4)، باستخدام مسوحات الدماغ من أشخاص في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان بين أبريل 2014 وديسمبر 2017.
وقد تمت مقارنة مستويات الأميلويد التي تم العثور عليها بما قاله المرضى عن تاريخهم العائلي مع مرض الزهايمر، من أجل التوصل إلى نتائج جديدة. ولم يتم تتبع المشاركين بعد الدراسة لمعرفة من أصيب بالمرض.
يتأثر ما يصل إلى 7 ملايين أمريكي بمرض الزهايمر وهو السبب السابع للوفاة في الولايات المتحدة، والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بما يتراوح بين مرتين وأربع مرات، لكن البحث الجديد هو الأول الذي يلاحظ الفرق بين ما إذا كان المرض من جانب الأم أو الأب.
إن ارتفاع عدد السكان المسنين وأنماط الحياة غير الصحية بشكل متزايد سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الحالات إلى ما يقدر بنحو 12.7 مليون مريض بحلول عام 2050 ما لم ينجح الباحثون في إيجاد علاج فعال.