كل فتاة بأبيها معجبة.. دور بارز لبنات مرشحي رئاسة إيران في حشد الأصوات

محمد الرخا - دبي - السبت 22 يونيو 2024 12:03 مساءً - تلعب بنات المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، دورا بارزا بالحملات الانتخابية؛ إذ يعد وجودهن في البرامج التلفزيونية أو الحملات الانتخابية أمرا غير مسبوق في إيران، لكن في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، أصبح حضورهن أكثر بروزا وإثارة للجدل.

Advertisements

في 2021، ظهرت ابنة الرئيس السابق الراحل إبراهيم رئيسي في برنامج تلفزيوني، وتصدر ظهور ابنة المرشح الجنرال محسن رضائي في حينها، بفستان بختياري، الأخبار.

وكانت نقطة البداية لتواجد بنات المرشحين في الانتخابات الحالية، عندما دخل المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، وزارة الداخلية وهو يمسك بيد ابنته لتقديم أوراق ترشحه.

ويرى الكثيرون، أن المشاركة القوية للمرأة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هي إنجاز للحركة النسائية وتراجع الجمهورية الإسلامية عن تجاهل دور المرأة، وفي كل ليلة قبل "المقابلة الخاصة" مع المرشحين، تبث قناة "خبر" برنامجا يسمى "المقابلة الحميمة" ويقوم كل مرشح بتقديم أحد أفراد عائلته كممثل للمشاركة في هذه المقابلة بدلا منه.

وفي البرنامج يتم طرح أسئلة من ممثلي المرشحين حول موضوعات مثل أنشطة العمل والخصائص الشخصية والاجتماعية والقضايا الأسرية واهتماماتهم وأذواقهم.

مريم قاليبافإعلام إيراني

ابنة قاليباف.. وفضيحة الإكسسوارات

قدم المرشح الأصولي المتشدد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ابنته مريم قاليباف ممثلة له في برنامج المحادثة الخاص، وفي مقابلة أجرتها مريم قاليباف مع التلفزيون الحكومي الإيراني، تحدثت مباشرة عن الجدل بشأن شراء "ملابس وإكسسوارات للمولود الجديد لابنتها" من تركيا 2022، وحفل زفافها في حديقة لويزان شمال طهران للمرة الأولى بعد عامين.

وأثار حضور مريم قاليباف وشرحها عن الرحلة إلى تركيا ونبرة كلامها ونفيها "شراء ملابس وإكسسوارات للمولود" وإنكارها حفل الزفاف الفاخر وأنها كلها شائعات، ردود أفعال.

في أبريل/نيسان 2022، انتشرت صور عائلة قاليباف أثناء عودتها إلى إيران على متن رحلة جوية من إسطنبول، ونشر وحيد اشتري، الناشط الإعلامي المقرب من الأصوليين، وثائق، وقال إن حمولتهم كانت نحو 300 كيلوغرام من "الملابس والإكسسوارات" لحفيدة قاليباف.

وبعد هذا الكشف، أصبح وسم "الملابس والإكسسوارات" سريعًا وساخنًا على شبكات التواصل الاجتماعي، وباستخدام هذا الهاشتاج، احتج المستخدمون على الحياة الباذخة للمسؤولين في إيران، على عكس ادعاءات البساطة والزهد في الدنيا.

زهراء بزشكيانإعلام إيراني

زهراء بزشكيان: قدوة والدي هو الإمام علي

شاركت زهراء بزشكيان، ابنة مسعود بزشكيان، في المقابلة الإذاعية نيابة عن والدها، وقالت، إن والدها يعتبر دور المرأة مهمًا جدًا، ودعم زوجته رغم إنجابه أربعة أطفال، حتى تتمكن من الدراسة في إحدى جامعات الطب.

وتوفيت زوجة بزشكيان عام 1994 مع أحد أبنائها في حادث سير، ولم يتزوج بزشكيان بعد وفاتها حتى الآن، بحسب ما ذكرته زهراء، مضيفة أن "قدوة والدها في حياته دائماً هو الإمام علي".

منيرة مصطفى بور محمديإعلام إيراني

ابنة بور محمدي.. المستشارة الاقتصادية لوالدها

من الحالات الأخرى المثيرة للاهتمام وجود منيرة مصطفى بور محمدي، المرشح الأصولي وإحدى الشخصيات الأمنية في إيران، كمستشارة له.

منيرة، طالبة دكتوراه في الاقتصاد بجامعة طهران، رافقت والدها كمستشارة اقتصادية في نقاش الطاولة المستديرة مع خبراء الإذاعة والتلفزيون، بدلاً من برنامج المحادثة الخاص.

وصفت منيرة العقوبات على إيران بأنها "مدمرة"، وقالت "لقد كسرت ظهور الناس تحت وطأة العقوبات".

قاضي زاده هاشمي مع ابنتهإعلام إيراني

ابنة قاضي زاده هاشمي.. ممثلة دائمة في إعلانات والدها

خلال فترة الانتخابات الرئاسية 2021، انتشرت أجزاء من الفيلم الوثائقي الدعائي لأمير حسين قاضي زاده هاشمي على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت ردود فعل كثيرة؛ لأن المحادثة الهاتفية التي أجراها قاضي زاده هاشمي مع ابنته المراهقة حول «تصحيح الوضع في البلاد» كانت مصطنعة إلى درجة أن المسؤولين في مقره الانتخابي اعترفوا بذلك.

وفي انتخابات 2021، تم ترشيح هاشمي كمرشح غطاء، وفي منصب الدفاع عن إبراهيم رئيسي، وحصل على حوالي مليون صوت، وبعد الانتخابات حصل على منصب نائب الرئيس ورئيس مؤسسة الشهداء والمحاربين.

وترشح مرة أخرى للدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية بهدف الدفاع عن أدائه، ومثل بزشكيان، ذهب مع ابنته إلى وزارة الداخلية للتسجيل.

الفتاة المراهقة التي كانت تتحدث خلال الانتخابات السابقة بشكل مصطنع عن "مشاكل الرؤساء السابقين" مع والدها، توجهت هذه المرة إلى وزارة الداخلية على خطى والدها لمساعدته بشعارات أولوية حقوق المرأة والأسرة.

ويتباهى قاضي زاده هاشمي بأنه أوكل رئاسة مقره الانتخابي إلى امرأة، ويدعي أن حكومته ستكون "حكومة عائلية"، ورغم هذا الادعاء، فإن المعلومات المتوفرة عن عائلة المرشح تتلخص في بضع جمل قصيرة، وحتى اسم ابنته التي ذهبت إلى وزارة الداخلية على خطى والدها غير معروف، وبالطريقة ذاتها، أبقى قاضي زاده هاشمي المعلومات المتعلقة بزوجته سرية.

مريم زاكانيإعلام إيراني

مريم زاكاني.. ولادة في سويسرا

رئيس بلدية طهران الحالي لديه ثلاث بنات هن طيبة ومريم وزينب، ومن المعلومات المتوفرة عن عائلة علي رضا زاكاني، يبدو أن ابنته الكبرى تزوجت أثناء دراستها الثانوية وقبل بلوغ السن القانونية، ومن الواضح أن الابنتين الأخريين تزوجتا أيضًا بعد المدرسة الثانوية مباشرة، وأصبح لدى العمدة الآن ثلاثة أصهار.

ولا يوجد الكثير من المعلومات عن طيبة، أما زينب فقد أجرت مقابلة تشكو فيها من أنها تقضي وقتًا أقل مع والدها مقارنة بأخواتها.

وكانت مريم في دائرة الضوء للمرة الأولى خلال الانتخابات الرئاسية 2021، حيث كشف ناشطون سياسيون وإعلاميون تابعون للحكومة، أنهم غاضبون من استبعاد علي لاريجاني من سباق الانتخابات بسبب تعليم ابنته في الخارج، رغم أن ابنة علي رضا زاكاني درست في سويسرا وولدت ابنها هناك.

وقال عمدة طهران، إن ابنته ذهبت إلى سويسرا لدراسة "العلوم الاجتماعية الحاسوبية" التي لا مثيل لها في الجامعات الإيرانية، وعادت إلى إيران بعد إنهاء دراستها.

ولم تقتصر قصة مريم على جدل الدراسة في سويسرا، فبعد أن حصل علي رضا زاكاني على منصب عمدة طهران، قام بتعيين علي رضا حيدري، زوج مريم في منصب مستشار ومساعد خاص لرئيس البلدية.

وأثار هذا التعيين العائلي الكثير من ردود الفعل، لكن هذا لم يعني نهاية وجود علي رضا حيدري ونفوذه في بلدية طهران، ففي أغسطس 2023، كشف بعض أعضاء مجلس المدينة، من بينهم ناصر أماني، أن "صهر زكاني يعطي الأوامر في البلدية". كما كتب 9 أعضاء من مجلس المدينة في مذكرة مكتوبة أن تصرفات صهر زاكاني أكثر من مجرد مستشار وأن له دورا بارزا وحاسما في البلدية.

سعيد جليلي وصديقه

وعلى عكس المرشحين الآخرين، أرسل سعيد جليلي، بدلا من أحد أفراد عائلته، أمير حسين ثابتي، صديقه وممثله عن الدورة البرلمانية الجديدة، ممثلاً له في برنامج المحادثة الخاص.

هذا التصرف أثار ردود فعل العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، متسائلين أين ابنة أو زوجة جليلي، ولدى الأخير ابن واحد ويقال إن زوجته طبيبة.

وردا على سؤال مذيع قناة "الخبر" حول رؤية سعيد جليلي لوجود المرأة وأنشطتها، قال ثابتي إن لديه "نظرة إيجابية".

إلى ذلك، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة مهدية غولرو، لـ"بي بي سي" الفارسية، إن إشراك النساء في الحملات الانتخابية هو جزء من الاستخدام الفعال للنساء من قبل الجمهورية الإسلامية".

وأضافت غولرو أنه "لولا جهود الحركة النسائية، والمطالبات بحرية المرأة للحصول على حصة في الساحة العامة والاجتماعية والسياسية، لما كان هناك حضور للنساء في هذه المناصب".

أما المصورة الصحفية علياء مطلوب زاده، فقد كتبت في تغريدة لها على "إكس" إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاولت دائمًا استبعاد النساء من المناصب العليا في الحكومة".