إيران.. هل يهزم الإصلاحي الوحيد منافسيه المتشددين؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 08:09 مساءً - يتكئ المرشح الإصلاحي والطبيب الجراح النائب في البرلمان الإيراني مسعود بزشكيان، على "صخرة صلبة وقوية" في ظل دعم جميع الأحزاب الإصلاحية والمعتدلة لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المبكرة لإلحاق الهزيمة بخصومه من التيار المتشدد.

Advertisements

وأعلن 15 حزباً من الإصلاحيين الليلة الماضية في بيان مشترك، عن دعم بزشكيان في الانتخابات الرئاسية التي وصفوها بـ"المصيرية والمهمة للجمهورية الإسلامية".

ويحاول مسعود بزشكيان (69 عاماً) كسب تأييد الناخبين المحبطين، خاصة بين جيل الشباب، ويحاول إقناعهم بأن الانتخابات الرئاسية مهمة، وأن نتيجة تصويت الأسبوع المقبل يمكن أن تحدث تغييراً من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وقام بزشكيان بالتركيز على القضايا التي تلامس الشعب الإيراني من خلال المناظرات والمقابلات التلفزيونية، كما أقحم خصومه من المرشحين المتشددين في قضايا مهمة ومصيرية مثل الملف النووي والمفاوضات مع الغرب والعقوبات وغيرها.

بزشكيان يسعى لجولة ثانية

ويقول "جهان بخش خانجاني" السياسي الإصلاحي لـ"الخليج الان"، إنه "وفق استطلاعات الرأي الحكومية وغيرها يظهر أن المنافسة ستكون بين بزشكيان ومنافسيه من التيار المتشدد سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف"، وأن "الإصلاحيين ومرشحهم يعملون على أن تصل الانتخابات إلى جولة ثانية".

جهان بخش خانجانيمتداولة

وأضاف أن "التقارب الذي أظهره استطلاع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني اليوم بين المرشحين الثلاثة يؤكد أن بزشكيان سوف يحسم الانتخابات في الجولة الأولى إذا لم ينسحب جليلي لصالح قاليباف أو العكس".

وأوضح: "حتى اليوم يمكن القول إنه من المرجح أن يتم تمديد الانتخابات إلى الجولة الثانية، أما إذا تنازل قالیباف لصالح جلیلي أو العکس من الأرجح أن یتم اختیار الرئیس في الدورة الأولی، أما إذا استمر الوضع بدون تنازلات فیکون بزشکیان الرئيس القادم في الدورة الثانیة بمعزل عمن يتنافس معه في الدورة الثانیة، قالیباف أو جلیلي".

وحتى الآن، يصر جميع المرشحين الخمسة من التيار المتشدد على البقاء في المنافسة لا سيما أبرز المرشحين وهما جليلي وقاليباف، إذ نفى الأخيران أي نية للانسحاب رغم الجهود التي تبذلها "جبهة الثورة الإسلامية" المظلة السياسية للأحزاب المتشددة لبقاء مرشح واحد في هذه المنافسة.

كروبي وخاتمي إنذار خطير للجبهة الثورية

واعتبر المحلل السياسي من التيار الأصولي المتشدد "سعيد آجورلو" لـ"الخليج الان"، أنه "يشكل ظهور شخصيات إصلاحية بارزة مثل مهدي كروبي زعيم حزب الثقة الوطني وزعيم جبهة الإصلاح محمد خاتمي ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف لدعم بزشكيان إنذاراً خطيراً للجبهة الثورية".

سعيد آجورلومتداول

ورأى آجور أنه "إذا لم تستمع الجبهة الثورية لدعوات بقاء مرشح أصولي واحد أمام بزشكيان، فسوف تؤدي قريباً إلى تشكيل حكومة روحاني الثالثة المدعومة من خاتمي مع ارتفاع أصوات دعم بزشكيان".

وتابع: "يرى البعض أن أحد مرشحي الجبهة الثورية سيصل حتما إلى الجولة الثانية ولا داعي لانسحابهم، وفي هذه الخطوة خطران على التيار الأصولي المحافظ، أولاً، إذا لم تحدث صدمة في أجواء الانتخابات وتواجهت الجبهة الثورية، فهناك احتمال أن يفوز بزشكيان في الجولة الأولى كما حدث في عام 2017 عندما فاز الرئيس الأسبق حسن روحاني أمام منافسيه الخمسة من الأصوليين، ومن ناحية أخرى فإن تمديد الانتخابات إلى الجولة الثانية يزيد من أمل فوز الإصلاحيين ويمنحهم الثقة بقدرتهم على الفوز في الجولة الثانية".

أخبار ذات صلة

مصادر: إيران تفرض قيوداً على تحركات أحمدي نجاد

انسحاب جليلي سيضمن عدم الخسارة

ويتحدث المحلل السياسي من التيار الأصولي عن وجود حالتين أمام هذا التيار للفوز بالانتخابات الرئاسية، وإلا سوف يخسرها أمام بزشكيان.

وقال: "الحالة الأولى أن ينسحب قاليباف لصالح جليلي، وهذا سيكون لصالح بزشكيان، لأن قسماً من أصوات قاليباف ستذهب إليه، إن مرشح الإصلاحيين سوف يدفع حملته للتركيز على قضايا مثل الملف النووي والعقوبات، وقد ظهر جليلي ضعيفاً في هذا المجال خلال المناظرات والمقابلات، وفي مثل هذه الحالة تكون فرص الفوز في الجولتين الأولى والثانية مع بزشكيان".

وأضاف: "الحالة الثانية انسحاب جليلي لصالح قاليباف، وفي هذه الحالة فإن جزءاً كبيراً من أصواته ستذهب إلى قاليباف، وعملياً ستكون هناك فرصة لفوز الجبهة الثورية في الجولة الأولى، وحتى لو جرت جولة ثانية من الانتخابات، فإن خطر هزيمة قاليباف أقل من خطر هزيمة جليلي، على الرغم من أن الدراسات الاستقصائية تشير إلى نجاح قاليباف، ويبدو أن هذه الحالة هي الأقرب لانتصار الأصوليين".

صرخة المجتمع الصامت

من جانبه، قال "محمد رضا جوادي يجانه" عضو هيئة التدريس بقسم الاجتماع في جامعة طهران، لـ"الخليج الان"، "الحقيقة الكبيرة التي تم التغاضي عنها بسبب تغير أصوات المرشحين في صناديق الاقتراع هي أن أكثر من 50% (حتى الآن) لا يشاركون في الانتخابات و70% لم يشاهدوا المناظرة".

محمد رضا جوادي يجانهمتداول

وأضاف أن "42% هم المشاركون النهائيون في جميع شؤون النظام السياسي الجارية (بما في ذلك الإصلاحيون)، وصرخة صمت المجتمع الثاني مسموعة بصوت أعلى من أي وقت مضى".

تضارب الاستطلاعات

وتتضارب نتائج الاستطلاعات في إيران بشأن من هو المتقدم من بين المرشحين الستة، إذ تشير مراكز الاستطلاع التابعة للإصلاحيين إلى أن بزشكيان حصل على 38.2%، يليه قاليباف بنسبة 35.3%، ثم جليلي بنسبة 11.8%.

بينما أظهر استطلاع لمركز دراسات هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، أن هناك تنافساً شرساً بين بزشكيان وقاليباف وجليلي.

ووفق الاستطلاع فإن هناك تقارباً كبيراً بين أصوات المرشحين الثلاثة "قاليباف" و"جليلي" و"بزشكيان"، بعد المناظرة الثانية، وأنه "في حال استمرت هذه النتائج، فإن الانتخابات ستذهب نحو المرحلة الثانية".

ووفق مركز الاستطلاع، "بناء على هذا الاستطلاع الذي تم تسليم نتائجه إلى المقرات الانتخابية للمرشحين، فقد حصل على المركز الأول سعيد جليلي بنسبة 23.5%، فيما كان قاليباف في المركز الثاني بنسبة 19.4%، وبزشكيان بالمركز الثالث بنسبة 19.1%".

وسيتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع يوم 28 حزيران/يونيو الجاري؛ لاختيار رئيس من بين 6 مرشحين - 5 محافظين وإصلاحي - لخلافة إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر الشهر الماضي.