خبراء: الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية مدخل لحل الدولتين

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 08:09 مساءً - أثارت الاعترافات الأوروبية المتتالية بالدولة الفلسطينية تساؤلات حول إمكانية أن يكون ذلك مدخلاً لإحياء حل الدولتين، وهو الحل الذي تعطله إسرائيل، من خلال رفضها استئناف المفاوضات.

Advertisements

وخلال الأسابيع الماضية، أعلنت عدة دولة أوروبية، بينها سلوفينيا، وإسبانيا، والنرويج، وأيرلندا، اعترافها بدولة فلسطين، إضافة لأرمينيا التي انضمت اليوم الجمعة إلى لقائمة؛ ما يرفع عدد الدول المعترفة بها إلى 148 من أصل 193 دولة عضواً بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحل الدولتين ينطوي على إقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب بسلام، وتقوم على أساس تقسيم الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، في إطار الحدود التي وجدت منذ عام 1967.

ويرى المحلل السياسي طلال عوكل، أن "الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية تمثل ضربة قاسية لإسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو"، لافتاً إلى أنها تنم عن فشل ذريع في السياسة الخارجية للحكومة، وخسارة كبيرة.

وقال عوكل لـ"الخليج الان"، إن "حكومة نتنياهو ستدفع ثمناً باهظاً لتلك الاعترافات وسيؤثر عليها على المستويين الداخلي والدولي"، مشيراً إلى أنه يمكن أن تشكل مدخلاً للمطالبة بإحياء حل الدولتين والدخول بمفاوضات بهذا الشأن.

وأوضح أن "ذلك يحقق مطلباً فلسطينياً استراتيجياً يتمثل في تولي هيئة دولية ملف المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بحيث لا تكون الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي يتولى هذا الملف، خاصة وأن الفلسطينيين يتهمون واشنطن بالانحياز لتل أبيب".

ضغط أوروبي

وأشار إلى أن "تسارع وتيرة الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية سيساهم في تغيير سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه دعم الفلسطينيين سياسياً ومالياً، كما سيدفع نحو دعم العديد من مشاريع القرارات الدولية المناصرة للقضية الفلسطينية".

وأضاف: "بتقديري سيتم الضغط أوروبياً من أجل بدء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، من أجل التوصل لتفاهمات تؤدي لإحياء حل الدولتين"، مبيناً أن إسرائيل ستضع الكثير من العراقيل للحيلولة دون ذلك.

ووفق المحلل السياسي، "فإن العراقيل الإسرائيلية ستحرج تل أبيب، وستدفع الدول الأوروبية لإصدار بيانات إدانة ضد أي من الممارسات بحق الفلسطينيين، كما سيجبرها على تخفيف وتيرة مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني".

رفض إسرائيلي

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية وإن كان سيدفع نحو حراك دولي للمطالبة بتطبيق حل الدولتين؛ إلا أنه لن يؤدي إلى تطبيقه على أرض الواقع مهما كانت الضغوط".

وقال غانم لـ"الخليج الان"، إن "القيادة السياسية الإسرائيلية بالائتلاف الحالي والمعارضة أيضاً تعارض أي مقترح ينص على إقامة دولة فلسطينية، كما أن الرأي العام الإسرائيلي ضد ذلك، ويرفض التفاوض مع الفلسطينيين بهذا الشأن".

وأوضح أن "أي جهة إسرائيلية تقبل بالتعاطي مع فكرة حل الدولتين أو الدخول بمفاوضات بهذا الشأن فإن مصيرها سيكون الانهيار والخروج من المشهد السياسي"، مؤكداً أن الفلسطينيين يمكن أن يحققوا مكاسب على الساحات الدولية.

وأضاف: "مكاسب الفلسطينيين تتمثل في رفع مستوى تمثيلهم الدبلوماسي في الدول التي اعترفت بدولتهم، إضافة إلى الحصول على تأييد تلك الدول بشأن أي مشروع قرار بالمحافل الدولية، خاصة ما يتعلق بالحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "الجهود الإسرائيلية على إثر الاعترافات الأوروبية المتتالية ستتكثف من أجل الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن ذلك سيمثل إحراجا كبيرا للولايات المتحدة وإسرائيل.

أخبار متعلقة :