"قذائف مقابل نفط رخيص".. اتفاق بيونغيانغ وموسكو يثير الجدل

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 05:21 مساءً - رأت صحيفة "الغارديان"، أن إحياء العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية مدفوع بأحداث خارج آسيا، وأن اتفاق الدفاع الجديد بين البلدين "مثير للقلق" ويحتاج إلى اهتمام كبير، مؤكدةً أن بيونغيانغ زودت روسيا بالملايين من قذائف المدفعية مقابل النفط الرخيص والغذاء.

Advertisements

وبحسب الصحيفة، مثّل الترحيب الكوري الشمالي منقطع النظير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة موجهة إلى الجمهور العالمي الذي تابع الحدث بحذر وترقب شديد.

وكانت الجائزة الحقيقية، من هذه الزيارة إلى كوريا الشمالية، هي معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقع عليها الرئيسان كيم جونغ أون وبوتين أثناء أول زيارة يقوم بها الرئيس الروسي إلى بيونغيانغ منذ عام 2000.

وأضافت الصحيفة، أن "العلاقات نشطت من جديد بفضل الأحداث التي وقعت خارج آسيا، ولكن الآمال في احتواء هذه العلاقة تكمن داخل المنطقة الآسيوية نفسها".

ومن الواضح أن السبب المباشر هو الحرب الروسية الأوكرانية، فمن المعتقد بالفعل أن بيونغيانغ المعزولة والفقيرة زودت روسيا بالملايين من قذائف المدفعية مقابل النفط الرخيص، والغذاء، وغير ذلك من السلع التي تشتد الحاجة إليها.

وتستفيد روسيا أيضاً من القوى البشرية الكورية الشمالية، على الرغم من أنها أكثر احتمالاً للعمالة منها للقتال.

وبالعودة إلى الوراء، كان لمحاولات التودد التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى كيم وقطعها فيما بعد، آثارًا كارثية.

وكما كان متوقعاً تماماً، فمن خلال منحه قمة رفيعة المستوى دون أي استراتيجية واقعية لتحسين العلاقات على المدى الطويل، ضمن الرئيس آنذاك أن يتخلى كيم عن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ويتطلع إلى مكان آخر.

وقال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، إنهم يعتقدون أن روسيا توفر الغواصات النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية، على الرغم من أنه من المرجح أن تجني ثمناً باهظاً مقابل هذه الخبرة.

وعلى أقل تقدير، تعمل روسيا الآن، التي وقعت على العقوبات في سنوات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، على عرقلة العمل الدبلوماسي لكبح جماح كوريا الشمالية.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الغرب يخشى منذ فترة طويلة من وجود علاقة أقوى بين بيونغيانغ وموسكو وبكين، وأن إطلاق الاتفاقية الأمنية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (أوكوس)، كرد فعل على قوة الصين المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أدى بدوره إلى إثارة غضب بكين.

لكن الصين لا تنظر إلى الآخرين كأقران ولا تريد أن ينظر إليها على أنها جزء من محور ثلاثي يضم دولتين منبوذتين، وبالتالي عدم وجود محطة في بكين ضمن برنامج جولة بوتين الآسيوية.

وأردفت الصحيفة، أن "الصين ترغب في الاحتفاظ بالأولوية في إدارة كوريا الشمالية، والحد من تطوير أسلحتها، فهي لا تريد أن تصبح الولايات المتحدة أكثر نشاطاً في المنطقة، وتخشى أن تقترب أكثر من اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تعملان أيضاً على زيادة قدراتهما الدفاعية".