هكذا أصبح "حزب العمال" البريطاني قابلاً للانتخاب مرة أخرى

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 05:21 مساءً - ناقش تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كيف تمكن حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر أن يصبح قابلاً للانتخاب مرة أخرى، مؤكداً أنه في أقل من خمس سنوات، تحول حزب العمال المعارض من هزيمة ساحقة إلى المرشح الأوفر حظاً للفوز في انتخابات يوليو/ تموز المقبل.

Advertisements

معاداة السامية

وبحسب التقرير، كان ستارمر، في الحقيقة، يحمل مشعل الحزب لفترة أطول بكثير من هذه الحملة التي استمرت ستة أسابيع، فقد نجح في رعاية تقدم حزبه في استطلاعات الرأي لأكثر من 18 شهرًا، وعمل بشكل منهجي على إعادة تموضع حزب العمال باعتباره بديلاً جديراً بالثقة من يسار الوسط للمحافظين المنقسمين، غير المنتظمين، والمتطرفين في بعض الأحيان.

كما أنه، بحسب الصحيفة، تتويج لمشروع استثنائي مدته أربع سنوات، قام فيه ستارمر، 61 عامًا، بتطهير سلفه اليساري، جيريمي كوربين، والموالين له؛ ولاحق معاداة السامية التي لوثت صفوف الحزب؛ وسحبت سياساته الاقتصادية والأمنية الوطنية إلى المركز.

وأشار التقرير إلى أنه من المغري مقارنة إعادة تشكيل حزب العمال التي قام بها السيد ستارمر بتلك التي قام بها السيد بلير في التسعينيات، حيث أخرج كل منهما حزبه من البرية السياسية من خلال إعادة تسميته باعتباره صديقًا للأعمال التجارية، وأكثر اهتمامًا بالفرص الاقتصادية من ليبرالية الضرائب والإنفاق أو إعادة توزيع الثروة على النمط الاشتراكي.

ومثلما خفف حزب العمال الجديد بقيادة بلير الروابط بين الحزب والنقابات العمالية، تخلى السيد ستارمر عن تعهد السيد كوربين بإعادة تأميم شبكة الطاقة البريطانية؛ رغم أن "العمال" يخطط لإنشاء شركة جديدة مملوكة للقطاع العام، وهي Great British Energy، لتحفيز الاستثمار في الطاقة النظيفة.

وتابع التقرير بحسب محللين، أنه من بين جميع الأسباب التي تجعل حزب العمال يبدو أكثر قابلية للانتخابات، فإن السبب الأكبر قد يكون ببساطة انهيار خصومه، ليس فقط المحافظين ولكن أيضا الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي فقد مصداقيته بسبب فضيحة مالية تورط فيها قادته السابقون.

دعم أوكرانيا

علاوة على محافظة ستارمر على توازن الحزب من القضايا الأكثر جدلية مثل الخروج من الاتحاد الأوروبي، والافتقار إلى الوطنية، ودعم إسرائيل في حربها على غزة، وزيادة الإنفاق على الجيش والحفاظ على دعم بريطانيا الثابت لأوكرانيا.

وخلُص التقرير إلى أنه على الرغم من أن عددا قليلا من المحللين توقع، في أعقاب الهزيمة الساحقة التي مُني بها حزب العمال في عام 2019، أن يكون على أعتاب القوة الوطنية اليوم، إلا أن ستارمر وحزبه يخطون بثقة نحو فوز شبه مؤكد وكبير.

قالت جيل روتر، وهي زميلة أبحاث بارزة في مجموعة أبحاث المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة: "كان كير ستارمر محظوظًا بشكل لا يصدق. حيث تمكن من إعادة تأهيل حزب العمال في نفس اللحظة التي قام فيها خصومه بتخفيض عرضهم للناخبين بشكل كبير".