جهود لحماية حيوان "الدصيور الشمالي" من الانقراض

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يونيو 2024 10:06 صباحاً - يهدف جهد تعاوني بين شركة "Colossal Biosciences" الرائدة في القضاء على الانقراض، وجامعة ملبورن في أستراليا إلى حماية الدصيور الشمالي من الانقراض، باستخدام الهندسة الوراثية لتعزيز مقاومته للحيوانات المفترسة السامة، وفق موقع "The Cool Down".

Advertisements

والدصيور الشمالي، هو حيوان جرابي أسترالي مهدد بالانقراض بسبب الآثار المدمرة لضفدع القصب الغازي.

ضفدع القصب

وتم تقديم ضفدع القصب، في العام 1935، للسيطرة على الخنافس في حقول قصب السكر، وأصبح منذ ذلك الحين أحد أكثر الأنواع الغازية إشكالية في أستراليا.

وتتكاثر هذه البرمائيات التي نشأت بكثرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، بالبيض، حيث تضع الإناث ما بين 8000 إلى 30000 بيضة في المرة الواحدة.

وأدى تكاثرها السريع وطول عمرها، إلى جانب النظام الغذائي الذي يستهلك كل شيء تقريبًا في طريقها، إلى تعطيل النظم البيئية المحلية بشدة.

أما آلية الدفاع الأساسية لضفدع القصب فهي مادة سامة تكون قاتلة للعديد من الحيوانات المفترسة، بما في ذلك الدصيور الشمالي.

في حين أن بعض الأنواع المحلية قد بدأت في التكيف سلوكيًا وفسيولوجيًا مع وجود الضفدع، إلا أن الدصيور لم يكن محظوظًا، إذ فشلت الجهود حتى الآن في الحد من تراجع أعداد الدصيور بنسبة 75% منذ العام 1935.

ولمعالجة هذه المشكلة، يتجه العلماء إلى الهندسة الوراثية، إذ ينصب التركيز على "جين مضخة الصوديوم" الذي يمكن أن يزود الدصيورات بمقاومة سم الضفدع، الذي يثبط البروتين الضروري لتنظيم مستويات الصوديوم في الحيوانات الضحية، مما يؤدي إلى عواقب مميتة.

ومن خلال تعديل الحمض النووي لكائنات الدصيور ليشمل هذا الجين، يأمل الباحثون في منحه المقاومة اللازمة للبقاء على قيد الحياة في مواجهة ضفدع القصب.

وأوضح عالم بيئة الحياة البرية، جوناثان ويب، أنه "إذا كانت لدى الدصيورات المعدلة وراثيًا مقاومة كافية للسموم، سيكون لديها فرصة كبيرة للنجاة من هجوم مفترس على ضفدع قصب.. بعد ذلك، إما أنهم يتعلمون تجنب الضفادع، أو قد يستغلونها كمصدر للغذاء، ما قد يساعد في السيطرة على آثار ضفدع القصب".

وفي العام 2020، نجح الفريق في استخدام تقنية التحرير الجيني "كريسبر" في إدخال مقاومة للسموم في خلايا الدونارت، وهو حيوان جرابي مماثل.

خلايا معدلة

وأظهرت هذه الخلايا المعدلة زيادة بمقدار 10 أضعاف في مقاومة السموم، مما يوفر دليلًا واعدًا على هذا المفهوم.

ومع ذلك، فإن ترجمة هذا النجاح إلى كائنات الدصيور يفرض تحديات، إذ تتطور لدى بيض الجرابيات قشور صلبة بعد الإخصاب، ما يؤدي إلى تعقيد عملية التحرير الجيني، الأمر الذي يتطلب زراعة ما يكفي من الخلايا المقاومة وراثيًا في الدصيورات لضمان انتقال السمة إلى نسلها، وبالتالي الزيادة التدريجية في مقاومة السموم على مستوى النوع.

وأشار ستيفن فرانكنبرج، من جامعة ملبورن، إلى أن "تعديل مقاومة السموم لدينا لا يغير سوى بضع قواعد من الحمض النووي، والتي من المحتمل أن تنشأ عن طريق طفرة طبيعية عفوية في نهاية المطاف".

وأضاف: "إذا عاش الدصيور مع الضفادع لبضعة آلاف من السنين المقبلة، فإننا فقط نقوم بتسريع العملية حتى لا ينقرض الدصيور قبل أن تتطور المقاومة بشكل طبيعي".