20 يونيو 2024, 5:32 م
خطوة جديدة على سلم التصعيد المستمر الذي ينتهجه زعيم حزب الله.. ولأول مرة يتوعد جزيرة قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي والقريبة جغرافياً من لبنان متهماً إياها بدعم تل أبيب ويحذّر حكومتها من عواقب فتح قواعدها للجيش الإسرائيلي.
بلا ضوابط أو قواعد أو سقوف يتوعد نصر الله.. في حال وقوع حرب شاملة مع إسرائيل بل ويلوّح بإشعال جبهة المتوسط.
لسان حال اللبنانيين يقول: "الجميع يدعو للتهدئة ونصر الله يريد التصعيد! فإلى أين سيأخذ البلاد؟ ولماذا التصعيد مع بلد مجاور لجأ له الكثير من اللبنانيين في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها بلادهم بسبب عزلة غير مسبوقة لبيروت عربياً وعالمياً والسبب "سياسات حزب الله" التي تلبي أجندة داعميها في المنطقة وتجعل الوضع أكثر تعقيداً وصعوبة للبنانيين.
الأوساط السياسية والإعلامية في المنطقة تابعت هذا التصعيد بقلق بالغ، وسط مخاوف من أن تفتح تهديدات نصر الله فصلاً جديدًا من الصراع في الشرق الأوسط، وقد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وقبرص، وربما تتجاوز ذلك لتشمل تدخلات دولية.
فيما بعد، ردت الحكومة القبرصية ببيان مقتضب أعربت فيه عن قلقها واستنكارها لهذه الاتهامات، مؤكدة أن سياساتها تتسم بالحيادية وأنها لا تقدم أي دعم لأي عمليات عدائية ضد لبنان أو أي دولة أخرى.
لكن تهديدات حزب الله الأخيرة لقبرص أعادت توجيه الأنظار إلى طبيعة العلاقة بين نيقوسيا وتل أبيب، خاصة على الصعيد العسكري والأمني.. فما سرّ تهديد نصر الله لقبرص؟.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت أحد الأسباب التي دفعت نصر الله لتوجيه تهديده إلى قبرص، وهو أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى في مايو 2023 مناورة في قبرص تُدعى "الشمس الزرقاء"، محاكيًا الحرب على لبنان بسبب التشابه الجغرافي بين البلدين .. سبقتها مناورات أخرى ضخمة في 2022 تحت اسم "مركبات النار"، تضمنت إنزال قوات خاصة إسرائيلية على الأراضي القبرصية، وتمثيلها كأرض عدو.
وفي أواخر عام 2011 كشف موقع "واللا" العبري النقاب عن اتفاق مشترك للتعاون السري بين الموساد الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات القبرصية، إضافة إلى اتفاق عسكري، ينظم إجراء المناورات المشتركة بين البلدين.
فهل تسعى قبرص حقًا إلى دعم إسرائيل في حربها؟ أم أن هذه التحركات مجرد خطوات دفاعية في منطقة تعج بالتوترات؟.