فيلم "اللعب مع العيال".. كيف سقط المخرج الشهير في فخ التكرار؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 03:03 مساءً - جاء فيلم " اللعب مع العيال"، الذي يُعرض حاليا ضمن موسم أفلام عيد الأضحى، للمخرج المعروف شريف عرفة بمثابة "طبخة" سينمائية تسير عبر الوصفات التقليدية المعتمدة لأفلام الكوميديا الخفيفة. 

Advertisements

ويجد بطل وسيم، وهو الفنان محمد إمام، نفسه فجأة في مواجهة بيئة عدوانية متكونة من عصابة من الأشرار المضحكين مع قصة حب ناعمة ومشاهد ذات طابع سياحي تأخذ المشاهدين في جولة خارج العاصمة.

لم يكتف شريف عرفة بالتصوير، وإنما قام بكتابة الفيلم الذي يقوم على حبكة مكررة تتمثل في طفل يعاني ديكتاتورية الأب الذي يلغي شخصية نجله ويفرض عليه خياراته في الحياة بما في ذلك مهنته.

ويكبر الابن ليصبح جبانا يفتقد القدرة على المبادرة، ويهرب من سطوة العائلة، ويطلب نقله كمدرس إلى مدينة "شرم الشيخ" ذات الشهرة السياحية العالمية، متصورا أنه سيعيش وسط كوكبة من الحسناوات على شواطئ البحر الأحمر.

ويفاجأ الشاب "علام" بأن المدرسة التي التحق بها صغيرة للغاية، بدائية، فيحاول التراجع لكنه يكون قد تورط بالفعل عاطفيا من خلال التعاطف مع تلاميذ الفصل الدراسي، كما يدق قلبه لابنة البدو التي جسدت شخصيتها الفنانة أسماء جلال.

ويبلغ التورط ذروته حين يجد نفسه متورطا مع عصابة تعمل بتجارة السلاح والمخدرات يقودها زعيم أحمق متهور لعب دوره الفنان باسم سمرة. 

بوستر فيلم اللعب مع العيالمواقع التواصل الاجتماعي

وفكرة البطل الذي تضطره الظروف للتعامل مع حفنة من الأشرار مستهلكة عربيا وعالميا، قدمها شريف عرفة نفسه في فيلم "فول الصين العظيم"، إنتاج 2004، الذي شارك في كتابته إلى جانب الإخراج ولعب بطولته محمد هنيدي، كما سبق أن قدمها محمد إمام في فيلمه "أبو نسب" العام الماضي مع ماجد الكدواني. 

وافتقد الفيلم لكوميديا الموقف، واعتمد الضحك فيه على كاريزما النجم الأوحد، حيث يكرر محمد إمام الأداء التعبيري نفسه المحفوظ كممثل كوميدي لا يجد نصا يخدمه فيضطر إلى الارتجال وتوليد "الإفيهات" من وحي اللحظة وكأنه يقدم "ستاند أب كوميدي" معتمدا على نفسه. 

واسم العمل مأخوذ من فيلم "اللعب مع الكبار" الذي قدمه الزعيم عادل إمام 1991 وأخرجه شريف عرفة، الذي جاء بعد 33 سنة ليتعاون مع نجل الزعيم في عمل يكاد يستنسخ العنوان، الذي قيل إن التشابه غرضه صنع مفارقة ساخرة أو"إفيه". 

وقوع "عرفة" في فخ التكرار لا ينفي حقيقة المكانة الكبيرة التي يتمتع بها في السينما المصرية كمخرج قدير تعاون في بداياته مع سعاد حسني، وأحمد زكي وعادل إمام، وساهم في اكتشاف وتقديم عدد من النجوم مثل علاء ولي الدين، وأحمد السقا، وأحمد حلمي.