محمد الرخا - دبي - الخميس 20 يونيو 2024 11:21 صباحاً - حذر تقرير لمجلة "ذا سبيكتيتر" البريطانية من إطلاق فرنسا العنان لـ"فوضى المهاجرين" إلى بريطانيا وأوروبا.
وأشار التقرير إلى البيان الأخير للائتلاف اليساري الفرنسي، الذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه مؤيد للهجرة تمامًا.
وكانت الجبهة الشعبية الفرنسية، التي تضم الشيوعيين والخضر والاشتراكيين والمناهضين للرأسمالية، تشكلت في بداية الأسبوع الماضي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في السابع من يوليو/ تموز.
وتعد الهجرة إحدى القضايا التي تتفق عليها الجبهة الشعبية التي ترى أنه "كلما زاد العدد كان ذلك أفضل".
وينص بيانها على أنها بمجرد وصولها إلى السلطة ستنشئ وكالة إنقاذ بحرية للمساعدة في جلب المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط. كما إنها ملتزمة بتقديم الترحيب الكريم لجميع المهاجرين، وتحقيقًا لهذه الغاية، ستقوم بمراجعة مشروع قانون ماكرون الأخير بشأن اللجوء والهجرة.
وفي ظل حكومة يسارية، سيحصل المهاجرون على الدعم الاجتماعي والتأشيرات و/أو تصاريح العمل والحصول على المساعدات الطبية الحكومية.
لكن ماكرون ليس في وضع يسمح له بانتقاد الأحزاب الأخرى بسبب سياسات الهجرة المتراخية التي تنتهجها، وفقًا للتقرير، فمنذ وصوله إلى السلطة في عام 2017، ارتفع عدد الوافدين الشرعيين وغير القانونيين إلى فرنسا إلى مستويات غير مسبوقة.
ووجدت دراسة حديثة أن قضيتي الهجرة والقوة الشرائية كانتا الأكثر تأثيرًا على كيفية تصويت الناخبين الفرنسيين في الانتخابات الأوروبية التي جرت الأسبوع الماضي والتي حقق فيها حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان فوزا ساحقا.
وفي المتوسط، أصدرت إدارة ماكرون 275 ألف تصريح إقامة أول كل عام للمهاجرين غير الأوروبيين، أي ما يقرب من مليوني تصريح منذ عام 2017. وذهبت غالبية التصاريح إلى التونسيين والمغاربة والجزائريين.
وعلى نحو مماثل، حدث "انفجار" في عدد طلبات اللجوء، ومعظمها يأتي من أفغانستان وغينيا وتركيا. وفي عام 2023، تم تسجيل 145095 مطالبة في فرنسا، بزيادة قدرها 89% عن عام 2016، وهو العام الأخير لحكومة فرانسوا هولاند الاشتراكية.
بيان اليسار الفرنسي لاقى استحسانًا من قبل مهربي البشر.
"ذا سبيكتيتر"
وأشار التقرير إلى أثر السياسة الفرنسية على حركة المهاجرين عبر القنال الإنجليزي بين فرنسا وبريطانيا.
وقال إن ماكرون يُعَدّ الرئيس الأكثر تأييدًا للمهاجرين في تاريخ الجمهورية الخامسة. فهو يتحدث بلهجة صارمة بشأن هذه القضية، ويحصل على مبالغ ضخمة من الحكومة البريطانية مع وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المشكلة، ولكن الناخبين على جانبي القنال الإنجليزي لا ينخدعون.
وأضاف: يعلم المهربون أنه بموجب القانون الفرنسي، لا تستطيع الشرطة دخول المياه لحجز سفينة لم تطلب المساعدة، وهم يعلمون أيضًا أن الشرطة تخضع للتدقيق المستمر من السياسيين والقضاة والصحفيين اليساريين.
ويصف اليسار الفرنسي الهجرة بأنها فرصة للجمهورية، وطريقة لبناء دولة جديدة، وصفها جان لوك ميلينشون، السياسي الأكثر نفوذاً في البلاد، بأنها فرنسا الجديدة خاصته.
وبحسب التقرير فإن بيان اليسار لا بد أنه لاقى استحسانًا من قبل مهربي البشر في أوروبا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، معتبرًا أنه "دعوة مفتوحة للمجيء إلى فرنسا وبدء حياة جديدة".
وأكد التقرير أن ذلك سيشجع المهاجرين الذين يرغبون في الاستقرار في بريطانيا.
وقال إنه من غير المحتمل أن نصدق أن حكومة يسارية في باريس ستفرض أي شكل من أشكال مراقبة الحدود على المهاجرين الراغبين في عبور القنال الإنجليزي.
وختم التقرير بالقول: ستكون الهجرة فرصة، ليس فقط في فرنسا، بل في بريطانيا وكل دولة غربية.