عناق حميم بين بوتين وكيم

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 10:10 مساءً - تاريخ النشر: 

19 يونيو 2024, 6:25 م

Advertisements

لقاء تاريخي وبالأحضان بين اثنين من ألدّ أعداء أمريكا.. هنا في بيونغ يانغ العاصمة المنبوذة غربيًا.

حطَّ فيها فلاديمير بوتين بعد غياب دام أكثر من عقدين من الزمن وكأنه يقول للغرب وعلى رأسهم أمريكا لا فائدة لمخاصمتكم و عقوباتكم.

والواضح جيدًا أن ماكينة الدعاية الإعلامية للزعيمين نجحت في إرباك الغرب، وإطلاقه للإنذارات يمينًا ويسارًا وفي جميع الاتجاهات حول خطورة اجتماع هذين الزعيمين.

كان الترحيب كبيرًا من قبل كيم جونغ أون بصديقه الوفي فلاديمير بوتين .. بدا واضحًا منذ أن حطت قدما بوتين على السجادة الحمراء في مطار بيونغ يانغ.. مصافحة وعناق هو الأول لزعيم يزور بيونغ يانغ.. وكان لافتًا ملامح السرور على وجه كيم الذي أصر على بوتين ركوب المقصورة الرئاسية أولاً.

وثقت عدسات الكاميرا لحظة ترحيب الزعيم الكوري ببوتين، ودعوته لركوب سيارة الليموزين الرئاسية الفارهة.. ظهر الزعيمان كأنّهما يتعازمان على الركوب أوّلاً، وكرّرا إيماءاتهما المتطابقة عدّة مرات، ثمّ بادر بوتين وجلس إلى اليمين، وتبعه كيم جونغ أون مبتسمًا وجلس إلى اليسار.. وتوجهت سيارة أوروس (ليموزين) الروسية إلى مقر الضيافة.

شوارع بيونغ يانغ زيّنت بصور بوتين، ووضعت لافتات ترحيب في الساحة الرسمية "كيم إيل سونغ" بحجم كبير جدًا لدرجة أن بالإمكان رؤيتها من الفضاء.

فترة طويلة من العلاقات العميقة والمعقدة بين روسيا و كوريا الشمالية ملؤها الأسرار والتحولات.. ووصول بوتين لبيونغ يانغ المصممة على الطراز السوفييتي يمثل خطوة مهمة إلى الأمام نحو شراكة مبنية على العداء المشترك للغرب وحلفائه، وهي الشراكة التي تعمل على تمكين الزعيمين وتعميق خطوط الصدع بين الشرق والغرب كما يراها مراقبون فعواقبها تتجاوز ساحة المعركة في أوكرانيا.. التي يدعم ويؤيد فيها كيم روسيا منذ البداية.

والمرجّح أن يوقع الزعيمان اتفاقية شراكة إستراتيجية جديدة، حيث قال بوتين قبل الزيارة إنهما "سيشكلان بنية الأمن غير القابل للتجزئة في أوراسيا"، وفقًا للكرملين.

وبينما يراقب العالم هذا التقارب بحذر.. فإن اللقاء يعكس تحديًا كبيرًا للغرب ويعزز التحالفات التي يمكن أن تغير موازين القوى على الساحة الدولية.