مؤامرة "الاستبدال العظيم".. أمريكيون يخشون إحلال شعب آخر مكانهم

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 10:10 مساءً - سلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على نظرية "الاستبدال عظيم" التي يؤمن بها اليمينيون في الولايات المتحدة، وتتحدث عن وجود مؤامرة لإحلال المهاجرين مكان الأمريكيين الحاليين.

Advertisements

وقالت الصحيفة إن بعض المراقبين السياسيين يعتقدون أن الرئيس جو بايدن سينشئ طريقًا للحصول على الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين، الأمر الذي سيحوّل الأفراد الذين دخلوا البلاد دون تصريح، الى ناخبين في المستقبل.

يأتي ذلك بالتزامن مع عزم بايدن الكشف، يوم الثلاثاء المقبل، عن قواعد جديدة تسهل أوضاع المهاجرين المتزوجين من أمريكيين وحصولهم على الإقامة الدائمة، في وقت تعد مسألة الهجرة من الموضوعات الرئيسة في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ويتوافق هذا الاعتقاد مع نظرية مؤامرة "الاستبدال العظيم" التي يؤمن بها اليمينيون، والتي تزعم وجود مؤامرة تقودها النخبة لإحلال المهاجرين محل الأمريكيين المولودين في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "فكرة أن إدارة بايدن تسعى عمدًا إلى خلق مجموعة من الناخبين الجدد من خلال منح الوضع القانوني للمهاجرين غير الشرعيين، كان لها صدى قوي بين أتباع الايديولوجيات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة".

وكان رئيس مجلس النواب من الحزب الجمهوري مايك جونسون ردد هذه المخاوف، مدعيًا أن هذا الإجراء دليل على خطة الديمقراطيين لتحويل الأجانب غير الشرعيين إلى ناخبين.

كما ربط الإعلان بالجهود الأوسع التي يقودها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب للتركيز على تصويت غير المواطنين.

ومع ذلك، فإن الواقع أبسط من ذلك بكثير، اذ لا يمنح الإجراء التنفيذي الذي سيتخذه بايدن الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين، بل يلغي شرط مغادرة البلاد قبل طلب الإقامة القانونية، ويهدف هذا إلى إبقاء العائلات معًا، كما ذكرت الإدارة الأمريكية.

وذكرت الصحيفة، أنه من المتوقع أن يكون حوالي نصف مليون من المقيمين غير المسجلين في الولايات المتحدة مؤهلين لهذا البرنامج، والذي يتطلب أيضًا ما لا يقل عن 10 سنوات من الإقامة في البلاد.

وبمجرد منحهم الإقامة، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية بعد 5 سنوات، ما يعني أنهم لن يكونوا مؤهلين للتصويت في انتخابات عام 2024.

غير أن إدارة بايدن تأمل ربما أن يؤدي هذا الإجراء إلى حشد الدعم بين عائلات هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، خاصة أنهم يميلون إلى الإقامة في المناطق الحضرية والولايات التي تصوت عادةً للديمقراطيين.

وبالفعل، يدعم التوزيع الجغرافي للسكان المتأثرين، هذه الفكرة حيث تشير البيانات الصادرة عن مركز "بيو" للأبحاث والمسح السكاني، إلى أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين وغير المواطنين المتزوجين من أمريكيين يقيمون في الولايات التي صوتت لصالح بايدن العام 2020.

وفي الحقيقة، يشير هذا الانتشار الديموغرافي إلى أن أي مواطنين جدد نتيجة لهذا الإجراء لن يؤثروا بشكل كبير على انتخابات 2024، حيث لن يكونوا مؤهلين للتصويت حتى عام 2030.

وخلُصت الصحيفة، إلى أنه في حين أن الإجراء التنفيذي قد يواجه تحديات قانونية، إلا أنه من المرجح أن يكون خطوة إستراتيجية لتعزيز الدعم داخل قاعدة الناخبين الحالية وليس تكتيكًا لزيادة أصوات الديمقراطيين في المستقبل.