روبرت أوبراين يتوقع الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية حال فوز ترامب

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 08:28 مساءً - استعرض مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، روبرت أوبراين، في مقال بعنوان "استعادة السلام بالقوة: السياسة الخارجية لترامب"، أجندة السياسة الخارجية حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

Advertisements

ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن أوبراين قوله في المقال المقرر نشره في مجلة "فورين أفيرز"، إنه "إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، يتعيّن عليه قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين، وبحث نشر قوات مشاة البحرية الأمريكية بأكملها في آسيا، واستئناف التجارب الحية للأسلحة النووية".

وأضاف أوبراين، الذي قد يتولّى منصبًا رفيعًا آخر، حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض ثانية، أنه "مثلما تسعى الصين إلى تقويض القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، يتعين على واشنطن رد الجميل"، مشددًا على ضرورة أن "تسعى واشنطن إلى فصل اقتصادها عن الصين".

وأكد أوبراين أن فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية، وفق ما طرحه ترامب، يجب أن يكون "مجرد خطوة أولى تعقبها ضوابط أكثر صرامة على تصدير أي تكنولوجيا يمكن أن تستخدمها بكين".

وأضاف أن "هذا المستنقع من الضعف والإخفاق الأمريكي يدعو إلى استعادة ترامب للسلام من خلال القوة"، داعيًا إلى "فرض تحديات عسكرية على الصين تتجاوز الاهتمام الإضافي الذي أولته إدارة الرئيس جو بايدن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

كما طالب أوبراين الولايات المتحدة بـ"المساعدة في توسيع قاعدة جيوش إندونيسيا والفلبين وفيتنام، وزيادة المساعدات العسكرية لتايوان، وتعزيز الدفاع الصاروخي وحماية الطائرات المقاتلة في المنطقة".

ورغم أن أوبراين ساعد في تأجيج الموقف المتشدد الذي برز في أواخر ولاية ترامب تجاه الصين، إلا أن هذه المقترحات تتجاوز كل ما دعا إليه علنًا في ذلك الوقت، وفق بلومبيرغ.

أخبار ذات صلة

تقرير: أمريكا متخلفة عن الصين 15 عاما في الطاقة النووية

إعادة توجيه القوات الأمريكية

ودعا أوبراين في مقاله إلى إعادة توجيه القوات الأمريكية بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تبحث نشر جميع قوات مشاة البحرية، البالغ عددها 177 ألف جندي، في منطقة المحيط الهادئ، مع إعفائها بشكل خاص من المهام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأشار المستشار السابق إلى ضرورة أن "تعزز الولايات المتحدة ترسانتها النووية بإجراء تجارب نووية تحت الأرض لأول مرة منذ الحظر الذي فرضته على نفسها في العام 1992"، مؤكدًا أنه يجب على الولايات المتحدة استئناف إنتاج "اليورانيوم 235" و"البلوتونيوم 239"، حال واصلت الصين وروسيا رفضهما المشاركة في محادثات تقوم على حسن النوايا للحد من الأسلحة.

تسوية تفاوضية

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، لفت أوبراين إلى أن "ترامب أوضح أنه يرغب في رؤية تسوية تفاوضية للحرب تنهي القتل، وتحافظ على أمن أوكرانيا".

وأضاف أن مقاربة ترامب ستقوم على "مواصلة إمداد أوكرانيا بمساعدات فتاكة بتمويل من الدول الأوروبية مع استمرار فتح باب الدبلوماسية أمام روسيا، ومواصلة إبقاء موسكو في حالة من عدم الاتزان بدرجة من عدم القدرة على التوقع".

ولم يتطرق المقال إلى انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بل قال إن ترامب "جعل الحلف الدفاعي أكثر قوة بمطالبته الحكومات الأوروبية بزيادة الإنفاق على الدفاع"، وفق بلومبيرغ.

ودعا أوبراين التحالف الغربي، لنقل القوات البرية والجوية إلى بولندا، لتعزيز قدراتها على مقربة من الحدود الروسية، وتوضيح أن الحلف سيدافع عن كل شبر من أراضيه ضد أي عدوان خارجي.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برفقة روبرت أوبراينمتداولة

"لا ضمانة"

ولا توجد ضمانة على التزام ترامب بالمقترحات السياسية التي عرضها أوبراين، خاصة تلك التي سيكون من شأنها أن تخلف هذا التأثير الزلزالي على الولايات المتحدة والعالم.

لكن أوبراين أشار إلى أنه لايزال على اتصال بالرئيس السابق، وظهر على الساحة العامة في كثير من الأحيان خلال الأشهر الأخيرة، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل، وانتقد بايدن على ما اعتبره "رد فعل غير كافٍ" تجاه الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وفي هذا السياق، نقلت "بلومبيرغ" عن المعين السياسي في وزارة الخارجية في عهد الرئيسين جورج بوش وترامب، كريستيان وايتون، والذي ساعد في كتابة المقال، قوله إن أوبراين "أعطى نسخة من هذا المقال لمستشارة حملة ترامب سوزي ويلز، التي عرضت نسخة مطبوعة على الرئيس السابق".