محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 08:28 مساءً - أصبحت الأمراض النفسية، كالاكتئاب واضطرابات القلق، أكثر انتشاراً خصوصا بين الشباب، كما تزايد أخيرا الطلب على العلاج، في حين ارتفع استهلاك الأدوية النفسية.
وبحسب خبراء في مجال الصحة النفسية، فإن الانتشار المتصاعد هذا يتوازى مع زيادة الاهتمام العام بالأمراض العقلية، إذ تملأ رسائل الصحة العقلية وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما تعمل المنظمات والحكومات على تطوير مبادرات التوعية والوقاية والعلاج بإلحاح متزايد.
ويؤكد الخبراء أن التركيز الثقافي المتزايد على الصحة العقلية له فوائد واضحة؛ إذ يزيد الوعي ويقلل من وصمة العار ويشجع الأفراد على طلب المساعدة.
لكن قد تكون للأمر تكلفة باهظة أيضًا، إذ يشير الخبراء، في تقرير نشره "ساينس آلرت"، إلى أنهم أصبحوا اليوم أكثر قلقا من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تشخص المرض العقلي، مشيرين إلى أنها قد تحوّل التعاسة العادية إلى مرض بسبب الإفراط في استخدام مفاهيم التشخيص و"العلاج بالكلام".
وتقول عالمة النفس البريطانية لوسي فولكس إن زيادة الوعي بالمرض العقلي قد تؤدي ببعض الأشخاص إلى تشخيص أنفسهم بشكل "غير دقيق" عندما يعانون مشاكل خفيفة أو عابرة نسبيًا.
لماذا يقوم الأفراد بتشخيص الأمراض العقلية ذاتياً؟
في دراسة جديدة، قام الباحثون بفحص ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم مفاهيم واسعة عن المرض العقلي هم في الواقع أكثر عرضة للتشخيص الذاتي، ليتبين أن لديهم "مفهوما واسعا للمرض العقلي"، خصوصا أنهم حكموا على مجموعة واسعة من التجارب والسلوكيات بأنها اضطرابات، بما في ذلك الحالات الخفيفة نسبيًا.
وسأل الباحثون عددا من البالغين عما إذا كانوا يعتقدون أنهم يعانون اضطرابا عقليا، وما إذا كانوا قد تلقوا تشخيصًا من أخصائي صحي؟ ليفيد 42% منهم أنهم يعانون حالة مشخصة ذاتيًا حاليًا.
وقال الباحثون إن نتائج دراستهم تدعم فكرة أن المفاهيم الموسعة للمرض العقلي تعزز التشخيص الذاتي، وبالتالي قد تزيد من الانتشار الواضح لاضطرابات الصحة العقلية.
وفي النهاية، قال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها بشكل مباشر تؤكد أن الأشخاص الذين لديهم مفاهيم واسعة يفرطون في التشخيص، في حين يقلل أولئك الذين لديهم مفاهيم ضيقة من تشخيصهم، مشيرين إلى أن نتائج الدراسة تثير مخاوف حقيقية.