بين "هدهد" والـ"ميركافا".. هل دقت ساعة حرب إسرائيل و"حزب الله"؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 07:20 مساءً - تاريخ النشر: 

19 يونيو 2024, 3:41 م

Advertisements

حربان في آن معا، فبعد غزة، إسرائيل تعلن جاهزيتها لفتح جبهة لبنان على مصراعيها، بعدما أقرت خططا لعمليات ردع في الشمال، عقب أشهر طويلة من عمليات اغتيال لقادة في حزب الله رد الأخير عليها بضرب مواقع إسرائيلية، لكن الصورة اليوم توحي باندفاعة أكبر لحرب شاملة.

عبر تاريخها لم تعش إسرائيل حربا طويلة بهذا الشكل، ونحن نقارب الشهر التاسع منذ طوفان الأقصى، لكن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة ورفض كل الهدن المطروحة، وسّع دائرة الصراع أكثر وجعل من جبهة لبنان شرارة اشتعلت بتسارع كبير، كاسرة بطريقها ما عُرف بـ "قواعد الاشتباك" بين الطرفين، فالأمر وصل لتهديد أمين عام حزب الله بالاغتيال علنا، وحذرت إيران من هذا مؤخراً، في وقت تتصدر فيه احتمالات حرب مفتوحة المشهد، فما هي سيناريوهات هذا الصراع إن حصل؟

يقول مراقبون إن إسرائيل لن تُقدم على حرب كهذه دون ضوء أخضر أمريكي، لكن موقف واشنطن ليس بذلك الوضوح، وهي رسالة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة إلى بيروت، التي أكد فيها بأن خفض التصعيد هو المطلب الرئيس، بينما إيران فهي، ووفق بعض التحليلات الإسرائيلية، تستفيد من المماطلة في الحل لتطوير برنامجها النووي وخلق استقرار داخلي في طهران حاليا، أما عن تبعات تصعيد مرعب كهذا فإن إسرائيل لا بد وأن تأخذ بعين الاعتبار أن حرباً كهذه ستكلفها الكثير، عسكريا من جهة، وفي داخلها المتآكل من جهة أخرى، ولا سيما أن عشرات الآلاف سيضطرون للنزوح من مناطق حدودية مع لبنان، فضلاً عن أعداد كبيرة نزحت منذ أشهر ولا تزال، أضف إلى هذا بأن أي تصعيد سيحمل معه آلاف الضحايا المدنيين في لبنان في مشهد يشوّه صورة إسرائيل دوليا أكثر، دون إغفال أن 140 ألف نازح لبناني فروا حتى الآن من الحدود، في رقم يوضح خطورة الوضع بحق.

أمّا عسكريًّا، فإن حزب الله، ووفق التقارير، يمتلك مليون صاروخ من مختلف الأنواع، وقرابة 130 قذيفة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي في تل أبيب، وفق تقرير "فورين بوليسي" الأمريكي، وإسرائيل تعي بأن جهوزية حزب الله أعلى بكثير من حماس، كيف لا ونحن نتحدث عن جهة غير حكومية هي الأعلى تسليحا في العالم، حتى أن أنفاقها مبهمة التفاصيل، وممتدة وفق التقارير للعمق الإسرائيلي، وهي أكثر وعورة من أنفاق حماس، مع ترسانة أسلحة متطورة بنتها بمساعدة إيران وروسيا، وإن مسيّرة "هدهد" التي طارت فوق الشمال الإسرائيلي مؤخرا وحددت مواقع عسكرية إسرائيلية، ما هي إلا رسالة بأن حزب الله ينتظر الشرارة لبدء ضرباته، فما بين "هدهد" حزب الله و"ميركافا" تل أبيب شرارة حرب ربما يطفئها فقط وقف النار في غزة، وفق مراقبين.