حوادث الطعن تفرض "حالة الطوارئ" في المدارس البريطانية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 07:10 مساءً - تعيش مدارس بريطانية "حالة طوارئ" بسبب تكرار حوادث الطعن بالسكاكين، إذ تقع 4 هجمات كل أسبوع على الأطفال أو المعلمين، وفق صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

Advertisements

وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن تلك الحوادث تأتي وسط مخاوف من تأثير ذلك على جدول الأعمال السياسي في الانتخابات العامة، إذ يركز حزبا العمال والمحافظين على الخطط الضريبية لبعضهم البعض، فيما يحاول حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، بقيادة نايغل فاراج، دفع ملف الهجرة إلى المقدمة.

وأفاد التقرير بأن عددًا من النشطاء وأسر الضحايا في البلاد اتهموا الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا بالصمت حيال هذه القضية، مع غياب تسليط الضوء على جرائم الطعن وكيفية معالجتها بشكل ملحوظ في مناقشات القادة السياسيين ولقاءاتهم.

الشرطة في إنجلترا وويلز تتعامل مع هجمات باستخدام أدوات حادة في المدارس غيتي

174 بلاغًا

وتلقت الشرطة البريطانية 174 بلاغًا عن هجمات باستخدام شفرات أو أدوات حادة خلال فترة الفصل الدراسي الثاني العام الماضي، وفق أرقام تم الحصول عليها بموجب حق الحصول على المعلومات من خلال البلاغات التي تم تقديمها لقوات الشرطة في إنجلترا وويلز بين يناير وديسمبرعام 2023.

كما كشفت الصحيفة عن وجود 738 حادثة حيازة أسلحة في المدارس، يمكن أن تشمل الزجاج المكسور وكذلك السكاكين.

وتقول الصحيفة إن حوادث الطعن في البلاد كانت في صلب أولويات زعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، في الانتخابات العامة التي جرت عام 2010، والذي تعهد آنذاك بمعالجة جرائم الطعن بالسكاكين وجعلها واحدة من أهم أولوياته.

لكن اليوم، ومع انتشار هذه الجريمة في شوارع بريطانيا، فإن وزير الداخلية، جيمس كليفرلي، لم يكن واضحًا حيال هذه القضية.

وأضافت الصحيفة أن كليفرلي كان صريحًا خلال انتخابات رئاسة بلدية لندن، عندما حاول إلقاء اللوم على عمدة لندن، صادق خان، في الزيادة الإجمالية لجرائم السكاكين استنادًا إلى إحصاءات حول المشكلة في العاصمة.

وتراجعت هذه المسألة بعد إعادة انتخاب خان في الثاني من مايو/أيار الماضي، وأصر متحدث باسم وزير الداخلية على أنه لا يزال "قلقًا للغاية" بشأن جرائم السكاكين.

أخبار ذات صلة

مدارس إنجلترا تحظر على الطلاب استخدام الهواتف

عقوبات صارمة

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب المحافظين وعد بتطبيق عقوبات أكثر صرامة تجاه مرتكبي تلك الجرائم، فيما عرض حزب العمال إنشاء مراكز شبابية مجتمعية، وإعادة تطبيق نظام التوقيف والتفتيش من قبل الشرطة.

وفي حديثها لصحيفة الإندبندنت، تعهدت وزيرة الداخلية في حكومة الظل، إيفيت كوبر، بأن يكون "حزب العمال أكثر صرامة في التعامل مع جرائم الطعن بالسكاكين، ومع مسببات هذه المشكلة".

ومع تزايد حالات وقوع جرائم الطعن بالسكاكين في المملكة المتحدة، وصف مفوض شؤون الأطفال السابق في إنكلترا الوضع بأنه "حالة طوارئ وطنية"، مضيفًا أن الهجمات بالسكاكين وحيازة هذه الأسلحة البيضاء أصبح الآن "جزءًا لا يتجزأ من الحياة في المدارس".

ونقلت الصحيفة عن رئيسة اللجنة المستقلة لحياة الشباب، آن لونجفيلد، قولها "تمثل السكاكين جانبًا مرعبًا من جوانب الحياة بالنسبة لعدد متزايد من المراهقين، ونحن نرى التأثير المروع والمأساوي لذلك كل أسبوع تقريبًا في عناوين الأخبار، كشباب تعرضوا للعنف أو في بعض الحالات فقدوا حياتهم".

وتابعت "إن تزايد هذه الجرائم يتزامن مع اقتراب بدء الفصل الدراسي في إنكلترا، لذلك أصبحت المدارس الآن تتعرض لهجمات بالسكاكين كجزء لا يتجزأ من الحياة اليومية فيها".

واتهمت لونجفيلد الحكومة البريطانية بعدم أخذ هذه القضية على محمل الجد، من خلال تراجع برامج الصحة العقلية ودعم الأسرة والشباب، مضيفة أن المدارس غالبًا ما تُترك وحدها للتعامل مع هذه الأمور دون حصولها على المساعدة التي تحتاجها.

وتصدرت جرائم الطعن في المدارس باستخدام السكاكين عناوين الأخبار في أبريل/نيسان الماضي، عندما تعرض مدرسان، وأحد الطلبة، للطعن في مدرسة "وادي عمان" في منطقة عمانفورد في ويلز، وفق الصحيفة.

وتواجه فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا ثلاث تهم تتعلق بمحاولة القتل وحيازة أداة حادة في إحدى المدارس عقب الحادث الذي وقع داخل المدرسة.

وأفادت الصحيفة بأن شرطة مدينة لندن قامت في الشهر نفسه بتعليم طلبة لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا حول كيفية علاج الجروح الناجمة عن الطعنات في مدرسة في ساوثوارك.

والأسبوع الماضي، تم تعليم التلاميذ في مدرسة ميرشانت تايلورز في ليفربول كيفية وقف النزيف الناتج عن إصابة ناجمة بطعنة باستخدام السكاكين.

في موازاة ذلك، اتخذت بعض المدارس البريطانية تدابير عملية لمنع جلب السكاكين إلى المدارس، بما في ذلك استخدام أجهزة الكشف عن المعادن لفحص التلاميذ القادمين بحثًا عن أسلحة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عرض عمدة لندن هذه الأجهزة على جميع المدارس الثانوية، البالغ عددها 500 مدرسة.

طلاب مدرسة في بريطانيامتداولة

ارتفاع عدد الهجمات

ونقلت الصحيفة عن ناشطين في مؤسسات خيرية محلية تحذيرهم من ارتفاع عدد الهجمات بالسكاكين في المدارس بشكل "مثير للقلق"، داعين السلطات لتوخي الحذر عند تنفيذ إجراءات لمواجهة ذلك، مثل استخدام أجهزة الكشف عن المعادن.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لإحدى المؤسسات الخيرية المعنية بمتابعة هذا الملف، باتريك غرين، قوله إن "الخوف هو المحرك الرئيس الذي يدفع الطلبة لحمل السكاكين".

وأضاف أنه "لا تنبغي معالجة جريمة حيازة السكاكين بأن تتم تغذية هذه المخاوف لدى الشباب، بدلًا من ذلك، نحتاج إلى التركيز على الرسائل الإيجابية حول السلامة والحد من الخوف، وهذا يساعد على كسر الحلقة المفرغة التي يشعر فيها الشباب أنهم بحاجة إلى أسلحة لحماية أنفسهم".

ووعد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بتجنيد 8 آلاف عنصر إضافي من الشرطة للتعامل مع هذه الجرائم وتشديد الأحكام عليها.

وفي بيان لحزب العمال، تعهد السير كير ستارمر بتجنيد 13 ألف ضابط إضافي من عناصر الشرطة، وخفض جرائم السكاكين إلى النصف خلال عقد من الزمن.

وتشمل هذه الخطط فرض عقوبات أكثر صرامة على من يتم القبض عليه وبحوزته سكين، وفتح مراكز شبابية إضافية.

ثغرات بيع الأسلحة

وتطالب حكومة الظل بالعمل على إغلاق الثغرات التي تسمح ببيع الأسلحة عبر الإنترنت، وفرض عقوبات جنائية على المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، الذين لا يتخذون إجراءات لمنع بيع أسلحة غير قانونية على منصاتهم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة أن المراهقين دون السن القانونية في بريطانيا يشترون السكاكين من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تطبيقا "تيك توك" و"سناب تشات".

وتقول حكومة الظل العمالية إن جرائم الطعن باستخدام السكاكين ارتفعت في عهد المحافظين بنسبة صادمة بلغت 80% منذ عام 2015.

وشددت مصادر الصحيفة على أنه من السهل شراء المناجل وسيوف النينجا وغيرها من السكاكين الخطيرة للغاية عبر الإنترنت، ورأت أن ذلك يشكل فشلًا متكررًا في معالجة مثل هذا النوع من مبيعات الأدوات الخطيرة والحادة عبر الإنترنت، والتي تصل إلى أيدي الأطفال والشباب، وتنذر بعواقب مدمرة. حسب الصحيفة.

أخبار متعلقة :