"حضورها بصدد التلاشي".. فرنسا تخطط لخفض قياسي لقواتها في أفريقيا

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 12:03 مساءً - تخطط فرنسا لخفض قياسي لقواتها في أفريقيا في تطور يثير تساؤلات حول تداعيات ذلك في المنطقة، خاصة مع تنامي النفوذ الروسي؛ إذ بدأت موسكو أنشطة عسكرية مثيرة في النيجر ومالي وبوركينافاسو.

Advertisements

وبحسب الخطة التي بدأت السلطات الفرنسية في وضعها، فإنه سيتم تقليص عدد الجنود الفرنسيين في وسط وغرب أفريقيا إلى نحو 600، وذلك بعد إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت سابق عن "خفض ملحوظ" في القوات الفرنسية في أفريقيا.

وشهدت دول أفريقية عدة انقلابات عسكرية أدت إلى صعود حكام عسكريين مناهضين لفرنسا، وأبرز هذه الدول النيجر، مالي، وبوركينافاسو وغيرها.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية جيروم بونيه إن "حضور فرنسا العسكري بصدد التلاشي في أفريقيا؛ ما سيفسح المجال أمام لاعبين إقليميين جدد مثل روسيا والصين، لكن السؤال الأهم الذي يطرح الآن، هل من مصلحة الأفارقة الاستعانة بشركاء جدد كما يسمونهم؟".

أخبار ذات صلة

بوركينافاسو.. غموض يحيط بحوادث أمنية في قصر تراوري

وأضاف بونيه لـ "الخليج الان" أن "في اعتقادي هذه الشراكات الجديدة لن تغير شيئا في المعادلة الأمنية والسياسية، ونحن نتابع تزايد الهجمات الدموية في دول مثل النيجر ومالي، لذلك لا يمكن المراهنة فقط على طرد القوات الفرنسية لحل المشكلة الأمنية في أفريقيا".

وأوضح أنه "يجب تفهم بالفعل مشاعر الأفارقة الذين يرون أن فرنسا نهبتهم لعقود، لكن هذه المشاعر كانت متأثرة بدعاية تستهدف بالأساس طرد باريس لا أكثر دون تقديم حلول جذرية للأفارقة".

وأوردت تقارير محلية في فرنسا نقلا عن مصادر أن "فرنسا ستبقي نحو 100 جندي فقط في الغابون بوسط أفريقيا وعددا مماثلا في السنغال في غرب أفريقيا، مقارنة بـ350 جنديا حاليا في كل من البلدين".

أخبار ذات صلة

جون أفريك: فرنسا تحتاج 3 خطوات لاستعادة "ثقتها المهتزة" في أفريقيا

وأوضحت المصادر أن "باريس تعتزم أيضا إبقاء نحو 100 جندي في ساحل العاج على الساحل الجنوبي لغرب أفريقيا مقابل 600 جندي حاليا، ونحو 300 جندي في تشاد في شمال وسط أفريقيا مقارنة بألف جندي راهنا".

وأكدت أن "عدد الجنود يمكن رفعه بشكل دوري بناء على احتياجات الشركاء المحليين". 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر في تصريحات سابقة أن "عهد أفريقيا الفرنسية قد انتهى" دون أن يكشف عن ملامح المرحلة المقبلة من التواجد الفرنسي في القارة السمراء.

أخبار ذات صلة

تقرير: فرنسا تفقد سوق أفريقيا لتصدير أسلحتها

وقال المحلل السياسي محمد الحاج عثمان، إن "خطط الحكومة الفرنسية متوقعة إذا ما ربطناها بحالة الغضب تجاه باريس، التي أدركت أن العناد مع الأنظمة الجديدة لن يثمر عن أية نتائج".

وأوضح الحاج عثمان لـ "الخليج الان" أن "أبرز مثال حي عن ذلك ما حدث في النيجر العام الماضي، ففرنسا كابرت وعاندت المجلس العسكري ورفضت الانسحاب في البداية، لكنها اضطرت أخيرا إلى سحب قواتها وبعثاتها الدبلوماسية؛ لأن سياسات الحكام العسكريين متناغمة تماما مع الإرادة الشعبية وهذا أمر في غاية الأهمية".

وأردف: "لذلك أعتقد أننا أمام مرحلة سينتهي فيها الحضور الفرنسي، وستكون لروسيا الكلمة العليا في أفريقيا إلى جانب قوى أخرى مثل الصين وتركيا اللتين تحاولان منافسة موسكو على النفوذ".