خبراء: "الخطة الثالثة" لحرب غزة تُنذر بإضعاف قدرات "حماس"

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 19 يونيو 2024 09:07 صباحاً - جهّز المستوى العسكري الإسرائيلي خطة متكاملة للمرحلة الثالثة من القتال في قطاع غزة بعد أكثر من 250 يوما، وتنتظر هذه الخطة موافقة المستوى السياسي لتصبح جاهزة للتنفيذ، ما يشير إلى إضعاف قدرات حركة "حماس".

Advertisements

ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن خطة الانتقال إلى المرحلة الثالثة تم إعدادها من قبل المؤسسة الأمنية وهي في انتظار موافقة المستوى السياسي.

وذكرت الصحيفة أن المرحلة الثالثة ستأخذ شكل عمليات دقيقة لقوات الجيش الإسرائيلي في عمق وكامل أراضي قطاع غزة.

المرحلة الأخيرة

وقال الخبير في الشؤون العسكرية د.رائد موسى إن إعداد المستويين العسكري والأمني خطة المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على قطاع غزة يشير إلى أن الجيش استطاع أن يقوض من قدرات "حماس" والفصائل العسكرية الفلسطينية بشكل كبير جدًا.

وأضاف موسى في حديثه لـ "الخليج الان" أن المرحلة الثالثة جاءت عقب معارك قتالية شرسة وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة داخل المدن والمخيمات الفلسطينية بهدف القضاء على البنية العسكرية لحركة "حماس" والتي كانت يمكن من خلالها أن توجه ضربات قوية لقوات الجيش الإسرائيلي المتقدمة.

وتابع أن المرحلة المقبلة ستشهد انخفاضا في وتيرة القتال على عكس المرحلة الثانية والعمليات البرية بحيث سيتم خفض عدد الوحدات العسكرية التي تقاتل والاعتماد على أسلوب "العمليات الجراحية" في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، وفق تعبيره.

وأوضح الخبير العسكري، أن هذه المرحلة جاءت بعد كشف المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي عن وجود نية للبقاء عدة سنوات داخل قطاع غزة وإعادة احتلاله من جديد وإقامة مناطق عازلة ومحاور عسكرية في عمق الأراضي داخل القطاع.

وأشار موسى إلى أن "حماس" ومعها الفصائل الفلسطينية ستنتقل إلى مرحلة مختلفة تمامًا للتصدي لهذه المرحلة من خلال رفع مستوى الضغط العسكري والذي سيتطلب أحياناً الدفع بألوية قتالية جديدة، فضلاً عن نصب الكمائن واستدراج القوات؛ ما يجعلها تشعر بفشل إمكانية نجاح هذه المرحلة.

من جهته قال الباحث في الشأن الفلسطيني محمد دياب، إن الجيش الإسرائيلي احتاج إلى تدمير مدن ومخيمات قطاع غزة كافة من أجل القضاء على البنية العسكرية لحركة حماس، كما احتاج إلى قرابة 9 أشهر من أجل تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية.

وأضاف دياب في حديث لـ "الخليج الان" أن الدخول في المرحلة الثالثة يتطلب إمكانية الوصول إلى عمق قطاع غزة في أي وقت، وهذا ما قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذه خلال المرحلتين عندما أعلن عن عمليات عسكرية واسعة في أغلب مناطق غزة.

تحول البيئة القتالية

ولفت إلى أن البيئة القتالية في قطاع غزة ستتحول شيئا فشيئا إلى البيئة القتالية في الضفة الغربية مع إطالة أمد الحرب واستنزاف قدرات المقاومة التي تعيش حصارا عسكريا خانقا برًا وبحرًا وجوًا دون أي إمدادات عسكرية تمكنها من الاستمرار بوتيرة قتالية مرتفعة.

وأوضح الباحث في الشأن الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي وعلى لسان وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن المرحلة الثالثة ستكون مختلفة تماماً حيث ستقل الكثافة العسكرية عن العمليات البرية السابقة وستتحول الحرب إلى أنساق أخرى في القتال.

ويُشار إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أعلن في مطلع عام 2024 عن بدء مرحلة قتالية جديدة في حرب غزة "أقل كثافة على صعيد العمليات البرية".

وفي حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أشار هاغاري إلى إمكانية خفض أعداد القوات البرية وكذلك الغارات الجوية على القطاع، قائلا إن "الحرب انتقلت إلى مرحلة مغايرة".