بماذا وعد ترامب كبرى الشركات التنفيذية في أمريكا إذا أعيد انتخابه؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 10:18 مساءً - تاريخ النشر: 

18 يونيو 2024, 6:16 م

Advertisements

وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكثر من 80 مديرا تنفيذيا، من بينهم تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، وجيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان تشيس"، ودوج ماكميلون، الرئيس التنفيذي لشركة "وول مارت"، بمزيد من التخفيضات الضريبية على الشركات، وإلغاء القيود التنظيمية إذا أعيد انتخابه.

وتشير الإجراءات الأخيرة إلى أولوية مختلفة لمنظمة "المائدة المستديرة للأعمال" التي تضم أكثر من 200 من المديرين التنفيذيين لكبريات الشركات الأمريكية، التي تعتبر نفسها ككيان مسؤول اجتماعيًّا.

فيوم الأربعاء الماضي، أعلن رئيسها "جوشوا بولتن"، أن المنظمة تخطط لإنفاق مبلغ كبير من المال، في حدود عشرات الملايين من الدولارات، يشار إليها باسم "الأرقام الثمانية"، لضمان استمرار التخفيضات الضريبية التي أقرها دونالد ترامب عام 2017، والتي من المقرر أن تنتهي في عام 2025، وتستفيد منها في المقام الأول الشركات الكبيرة والأثرياء.

وفي تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، اعتبرت فيه الجهود التي تبذلها المائدة المستديرة للأعمال للحفاظ على التخفيضات الضريبية بمثابة مؤشر على جشع نخبة الشركات الأمريكية التي تعكس تصرفاتها الاهتمام فقط بتعظيم المكاسب المالية، على حساب الصالح العام والديمقراطية الأمريكية.

أخبار ذات صلة

بزنس إنسايدر: فوز ترامب قد يضر بمصالح ماسك

التخفيضات الضريبية

وتتابع الصحيفة قائلة، إنه وفي اليوم التالي من اجتماع المائدة المستديرة، التقى الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بأكثر من 80 مديرًا تنفيذيًّا، بما في ذلك "تيم كوك" من شركة أبل، و"جيمي ديمون" من جي بي مورغان تشيس، و"دوج ماكميلون" من وول مارت، في المقر الرئيسي للمنظمة في واشنطن، حيث وعدهم ترامب خلال اللقاء بمزيد من التخفيضات الضريبية على الشركات وإلغاء القيود التنظيمية إذا أعيد انتخابه.

وكانت التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017 ، قلصت معدل الضرائب على دخل الشركات من 35% إلى 21%. وقد كلف ذلك أمريكا ما يقرب من 1.3 تريليون دولار، ما أسهم بشكل كبير في ارتفاع الدين الوطني.

وبناء على ذلك، حسب الصحيفة، فإنه يمكن القول إن نخبة الشركات الأمريكية لا تنجذب إلى ترامب لأسباب أيديولوجية، بل بسبب الرغبة في انتهاج سياسات ضريبية أكثر ملاءمة وضوابط تنظيمية أقل، الأمر الذي من شأنه أن يترجم إلى المزيد من الأموال في جيوب قادة مجتمع الأعمال.

رفع أسعار الأسهم

في الأثناء، استخدمت الشركات قدرًا كبيرًا من الأموال التي تم توفيرها من التخفيضات الضريبية لإعادة شراء أسهمها. ففي العام الذي تلا التخفيضات الضريبية، أنفقت الشركات مبلغا قياسيا قدره تريليون دولار على عمليات إعادة الشراء هذه. ويساعد هذا الإجراء بشكل أساسي على رفع أسعار الأسهم وزيادة أجور الرؤساء التنفيذيين، لكنه لا يساعد الاقتصاد الأوسع أو العمال العاديين. 

وعلى الرغم من ادعاءات (المائدة المستديرة للأعمال) بأنها مسؤولة اجتماعيا وملتزمة تجاه جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك العمال والمجتمع، فإن الصحيفة تعتقد بأن هذه التصريحات ليست سوى "هراء"، إذ إن تصرفات الرؤساء التنفيذيين، بما في ذلك جهودهم لحماية التخفيضات الضريبية لعام 2017، والتي كلفت البلاد 1.3 تريليون دولار، تكشف نواياهم الحقيقية.

علاوة على ذلك، تقول الصحيفة، إن جعل التخفيضات الضريبية لعام 2017 دائمة من شأنه أن يكلف أمريكا 4 تريليون دولار إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة، ما سيزيد من تفاقم الدين الوطني.

وعلى الرغم من الازدهار الذي حققته الشركات الكبرى في عهد الرئيس بايدن - ولا سيما الأرباح المرتفعة، والمستويات القياسية التي وصلتها الأسهم، وانخفاض التضخم – إلا أن الرؤساء التنفيذيين ينجذبون الآن إلى وعود ترامب بمزيد من التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية، يأتي ذلك بينما تهدد تصرفات ترمب الغريبة بزعزعة استقرار الاقتصاد الوطني.

أخبار ذات صلة

يتقدمهم ماسك و"مليارديرة الملاهي".. أثرياء أمريكا يحسمون سباق البيت الأبيض

التهديد تجاه الرأسمالية

إلى ذلك، ذكرت كاثرين وايلد، الرئيس التنفيذي لشراكة مدينة نيويورك (منظمة غير ربحية تمثل كبار قادة الأعمال في المدينة)، أن بعض المليارديرات الجمهوريين أخبروها بأن التهديد الذي تتعرض له الرأسمالية من الديمقراطيين، هو أكثر إثارة للقلق من التهديد الذي تتعرض له الديمقراطية من ترامب.

 وتعتقد "وايلد" أن الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى هم أناس عمليون أكثر من كونهم أيديولوجيين. فهم يلجؤون إلى ترامب من أجل التخفيضات الضريبية، وبالتالي جني المزيد من الأموال في جيوبهم الخاصة.

وكانت المائدة المستديرة للأعمال أعلنت في بيانها لعام 2019، الذي وقعه 181 من المديرين التنفيذيين، عن الالتزام تجاه جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك التعويض العادل للعمال، ودعم المجتمع، والاستدامة البيئية. ومع ذلك، يبدو أن الهدف من البيان كان مواجهة الضغوط السياسية المتزايدة من شخصيات مثل "بيرني ساندرز"، و"اليزابيث وارن"، الذين انتقدوا الشركات الأمريكية.

تناقض صارخ

وفي أعقاب هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول، ادّعى العديد من الرؤساء التنفيذيين أنهم سيحجبون أموال الحملة الانتخابية عن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الذين عارضوا المصادقة على انتخابات 2020. ومع ذلك، فإن نفس هؤلاء الرؤساء يصطفون الآن مع ترامب... يدفعهم إلى ذلك احتمال إجراء تخفيضات ضريبية كبيرة وإلغاء القيود التنظيمية.

وباختصار، تظهر التحركات الأخيرة التي اتخذتها المائدة المستديرة للأعمال لدعم ترمب وتأمين المزيد من التخفيضات الضريبية، حجم التناقض الصارخ بين تصريحاتها العامة حول المسؤولية الاجتماعية، وأولوياتها الفعلية على أرض الواقع.

أخبار متعلقة :