"لوموند": تقارب بوتين وكيم سلاح ذو حدين لبكين

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 09:07 مساءً - قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن التقارب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يقدم فوائد ومشاكل للصين في آن واحد، ويؤدي إلى اضطراب في "علاقة معقدة" بين الدول الثلاث، حيث رأت أن هذا التطور يعد سلاحًا ذا حدين بالنسبة لبكين.

Advertisements

وترى الصحيفة أن "بوتين وكيم وجدا بعضهما البعض من منطلق المصلحة المشتركة، إذ تسعى روسيا للتزود بصواريخ لمواصلة حربها على أوكرانيا، بينما تسعى كوريا الشمالية إلى تخفيف العزلة الدولية والحصول على مساعدات غذائية لمساعدة اقتصادها، والحصول على بعض عناصر المعرفة في المجالات الباليستية أو الفضائية".

اعتماد مفرط على الصين

وبحسب "لوموند"، فإن زعيم كوريا الشمالية يجد فائدة أخرى، من خلال تنويع اتصالاته، بعد أن شعرت الدولة منذ فترة طويلة بالقلق من الاعتماد المفرط على الصين، مبينة أن بكين لا تدعم سوى جهود الإنقاذ الاقتصادي والعسكري في قلب الشمال.

تاريخيًا، أصبحت بكين الداعم الرئيس لبيونغ يانغ، مما يضمن نوعًا من السدادة الإستراتيجية بين القواعد الأمريكية في كوريا الجنوبية، إلا أن هذا الدعم يصاحبه شعور بالإحباط تجاه الأعمال الاستفزازية في قلب الشمال، لا سيما المقالات النووية وصواريخها، كما تقول الصحيفة.

وترى "لوموند" أن هذا التطور يعد سلاحا ذا حدين بالنسبة لبكين. فهي تساعد في تخفيف عبء الاضطرار إلى تغطية كوريا الشمالية المضطربة على المسرح الدولي والقدرة على توفير ما يكفي من السلع والغذاء لضمان بقائها.

مصلحة بكين

وتعتقد الصين، وفق التقرير، أن مصلحتها الحفاظ على المنطقة العازلة التي هي كوريا الشمالية، لأن القواعد الأمريكية الكبرى في كوريا الجنوبية لا تبعد عن أراضيها سوى 400 كيلومتر.

لكن الثمن بالنسبة للصين كان اضطرارها إلى أن تصبح المظلة الدولية لكوريا الشمالية، وأصبحت بيونغ يانغ مزعجة لجارتها الكبيرة، من خلال استماع زعيمها إلى نفسه فقط وعدم الانخراط في مقترحات بكين.

وأسهمت الصين في الاضطلاع بدور الدبلوماسي في قلب الشمال، وهو ما يرتبط بصورتها الدولية، وكذلك سمة الدفاع المتبادل، التي تم تجديدها في عام 2021.

ومع ذلك، تقول الصحيفة الفرنسية، إن هذه الديناميكية يصاحبها تآكل النفوذ الصيني في بيونغ يانغ، وذلك إذا بدأت روسيا في لعب دور أكبر في دعم قلب الشمال.

عواقب التوازن على بكين

وأكدت "لوموند" أن عواقب هذا التوازن الجديد تهم بكين، فالحرب في أوكرانيا، مع دعم سكان شمال كوريا، توفر مخزونًا من الذخائر الغربية، ما قد يبدو لأول مرة مفيدًا للصين.

كما تقدم هذه الحرب لبكين وجهات نظر حول طريقة تحديد العقوبات الدولية والاستعداد لصراع مستقبلي محتمل مع الغرب.

وأشارت "لوموند" إلى احتمالية أن تعزز كوريا الشمالية بمساعدة روسيا، قدراتها الباليستية المستقلة عن الصين، يعد مصدرًا قويًا لعدم اليقين لبكين.

من جانبه، يعتقد الخبير في السياسة النووية في مركز كارنيجي الصيني، تشاو تونغ، أن الاستخدام المستقبلي لهذه القدرة على تعزيز بيونغ يانغ من خلال السيطرة على الصين، يضيف بُعدًا غير مرئي وإمكانية زعزعة الاستقرار في المنطقة.