أمريكا.. مليارديرات التكنولوجيا ينشقون دعما لترامب

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 08:17 مساءً - قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مجموعة صغيرة من مليارديرات التكنولوجيا انشقت لدعم دونالد ترامب في انتخابات 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلة، وسط الأجواء التي يهيمن عليها الديمقراطيون في وادي السيليكون.

Advertisements

وأضافت الصحيفة أنه تم تسليط الضوء على هذا التحول، المرتكز على القيم التحررية، في عمود حديث كتبته "كورين ليسنيس"، لافتة إلى أنه في 6 حزيران، قام ترامب بزيارة قصيرة لجمع التبرعات إلى مرتفعات المحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، وهي المنطقة التي لا تزال تحمل آثار شعاره "أمريكا أولًا" من الحملات الانتخابية السابقة. 

وجاءت الزيارة بعد وقت قصير من إدانته في قضية جنائية في نيويورك، ما أثار تساؤلات حول ولاء وادي السيليكون للقضية الجمهورية في مدينة يميل أكثر من 80% من الناخبين فيها إلى الديمقراطيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه تم تنظيم هذا الحدث من قبل شخصيتين بارزتين ولكن أقل شهرة في عالم التكنولوجيا: ديفيد ساكس وشاماث باليهابيتيا. 

واستضاف ساكس، أحد مؤسسي شركة باي بال والجمهوري الليبرالي، إلى جانب باليهابيتيا، المدير التنفيذي السابق لشركة فيسبوك من أصول سريلانكية، حفل جمع التبرعات في قصر فخم في شارع برودواي، المعروف باسم "صف المليارديرات"، حيث أسهم هذا التجمع  بجمع 12 مليون دولار، ما أدى إلى جذب المستثمرين وقادة العملات المشفرة.

وبحسب الصحيفة، كان ظهور ترامب في سان فرانسيسكو هو الأول له منذ أكثر من عقد، وفي عام 2016، لم تلق دعوته "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" صدى في صناعة التكنولوجيا التطلعية في وادي السيليكون.

والآن، بينما تتصارع المنطقة مع الآثار المترتبة على التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، وانخفاض الأجور، وتسريح العمال المستمر، تجد رسالة ترامب جمهورًا أكثر تقبلًا. 

كما يلقي العديد من قادة التكنولوجيا اللوم على الرئيس جو بايدن والديمقراطيين لخنق الابتكار من خلال اللوائح التنظيمية المحتملة.

من جانبها، اعترفت الصحفية التكنولوجية المخضرمة كارا سويشر بالعدد المتزايد من المحافظين في وادي السيليكون، مشيرة إلى ميولهم التحررية. 

وعلى الرغم من كونهم أقلية، إلا أن رواد الأعمال المؤيدين لترامب يصوتون بشكل متزايد في دعمهم، وهو تناقض صارخ مع الموقف الموحد المؤيد للديمقراطية لشخصيات مثل ريد هوفمان من LinkedIn والمدير التنفيذي السابق للعمليات في فيسبوك  شيريل ساندبرج.

ولفتت الصحيفة إلى أن أحد الغائبين البارزين من أنصار ترامب هو بيتر ثيل، الشخصية الوحيدة في وادي السليكون التي أيدت ترامب في عام 2016، حيث نأى ثيل، الذي خاب أمله بالمناخ السياسي الحالي، بنفسه عن حملة عام 2024، معربًا عن خيبة أمله إزاء حكم ترامب.

 في البودكاست الخاص بهم "All-In"، دافع ساكس وباليهابيتيا عن تأييدهما لترامب، مستشهدين بنهجه الصديق للأعمال.

بدوره، قال ساكس إن ترامب، على عكس بايدن، يمتنع عن الوعظ الأخلاقي وهو منفتح على التفاوض، بما في ذلك التفاوض بشأن العملة المشفرة، حيث أظهر ترامب دعمه مؤخرًا، موضحًا أن وعد الرئيس السابق بتمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017، والتي خفضت معدلات الضرائب على الشركات من 35% إلى 21%، يروق أيضًا لمستثمري التكنولوجيا، الذين يشعرون بالقلق من اقتراح بايدن برفع المعدل إلى 28%.

وكذلك يرى ساكس، الذي أدان سابقًا تصرفات ترامب خلال أعمال الشغب في الكابيتول في 6 كانون الثاني / يناير، أن موقف بايدن التنظيمي بشأن العملات المشفرة يمثل تهديدًا أكثر أهمية من ماضي ترامب السياسي المثير للجدل.