محللون: زيارة بوتين النادرة لكوريا الشمالية تهدف لاستفزاز الغرب

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 07:10 مساءً - يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة نادرة إلى كوريا الشمالية، يومي الثلاثاء والأربعاء، وسط تنامي العلاقات بين البلدين أخيراً، وهو ما يراه البعض استفزازا للغرب كونها تعزز العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ التي تعيش عزلة دولية.

Advertisements

وقال مسؤولون روس إن البلدين قد يوقعان اتفاقية شراكة تغطي مسائل أمنية خلال الزيارة، مشيرين إلى أن الاتفاقية ليست موجهة ضد أية دولة أخرى.

كسر جدار العزلة

يرى الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية سيرغي يزيجوف أن "الهدف من الزيارة أبعد من المعلن"، مشيرا إلى أن روسيا تتعمد "الاستفزاز"، من خلال محاولة كسر الجدار الذي بناه الغرب حول كوريا الشمالية.

وقال يزيجوف، لـ"الخليج الان": "الجميع يسأل ما الذي تستطيع تقديمه روسيا لكوريا الشمالية في ظل العقوبات المفروضة على موسكو؟ هذا سؤال منطقي إذا نظرنا للأمر كمعادلة رياضية، لكن ما خلف المعلن هو خلق حالة جديدة لوضع بيونغ يانغ العالمي، التي تقترب من أن تصبح دولة نووية، إضافة لكونها عضوا في مجلس الأمن ولديها علاقات وطيدة في أفريقيا وفي الشرق الاوسط وفي أجزاء من آسيا".

وأضاف: "موسكو تفتح بوابة من ذهب لبيونغ يانغ على المنطقة، وهذا لا يقدر بثمن بالنسبة لكوريا الشمالية؛ فهي كانت تصطدم بقرارات من مجلس الأمن كلما حاولت الدخول هنا أو هناك.. هذا باعتقادي ما سيتم تقديمه لهذه الدولة في المرحلة المقبلة".

وبخصوص ما ستحصل عليه روسيا من الدولة الآسيوية، قال: "الكثير سيتم تقديمه في البداية من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها من الناحية الاقتصادية، وتبادل الخبرات والأمور التي تم الإعلان عنها، أما الأمر الآخر والمخفي أيضا هو أن روسيا تعمل على تكتل في بحر الصين وبحر اليابان وحتى في البحر الأصفر؛ لمواجهة المخططات الأمريكية هناك ونشر الصواريخ".

وتابع: "لا نستطيع أن ننسى وضع كوريا الشمالية الذي يعتبر مقلقا لكوريا الجنوبية وحلفائها؛ فقد تصبح روسيا مدخلا في حال قرر الغرب مستقبلا أن يفاوض بيونغ يانغ، هذه مكاسب استراتيجية وسياسية أيضا لا تقدر بثمن".

استكمال مخططات روسيا

وينظر الخبير في الشؤون السياسية ديمتري نيفمولن، خلال حديثه لـ"الخليج الان"، إلى أن الزيارة تعد "استكمالا لمخططات روسيا في خلق عالم متعدد الأقطاب"، مستبعدا أن تكون روسيا بـ"حاجة لمساعدة عسكرية من بيونغ يانغ بقدر ما تريد تحصين كوريا الشمالية بتقنيات حديثة كانت كوريا الشمالية تحلم بالحصول عليها".

وتابع نيفمولن: "لولا الحرب في أوكرانيا وتغير خارطة التحالفات والتوتر مع الغرب لما رأينا هذه الزيارة فعليا، كون روسيا كانت ملتزمة بقرارات مجلس الأمن التي تخص كوريا الشمالية، بل كانت أحد اللاعبين بوضعها كون العلاقات مع كوريا الجنوبية ومع الغرب قوية ومتينة، رغم وجود بعض الخلافات السياسية".

وأضاف: "الآن لروسيا مركز قوة أساسي في أفريقيا وآسيا، فنظرة أن العالم يقتصر على أوروبا وأمريكا انتهت، وهذا ما اقتنعت به روسيا مبكرا قبل أوروبا".

أخبار متعلقة :