محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 18 يونيو 2024 02:22 مساءً - كشف الإعلام العبري عن توجه صادم لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشأن توزيع المساعدات على الغزيين، عندما أكد أنه يدرس نقل تلك الصلاحيات لجنود الجيش.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الليلة البارحة، إنه على عكس موقف المؤسسة العسكرية، يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تكليف الجيش الإسرائيلي بمهمة توزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، وهو ما يكشف استمرار غياب الرؤية الإستراتيجية، ومسلسل القرارات العشوائية التي يصدرها نتنياهو.
ويأتي هذا الطرح عقب حديث لا يتوقف عن سيناريو منح عشائر محلية في قطاع غزة مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، تمهيدًا لنقل سلطات أخرى لتلك العشائر عقب نهاية الحرب.
وذكرت القناة العبرية أن نتنياهو أبلغ الوزراء خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت"، مساء الاثنين، أنه يدرس نقل صلاحيات توزيع المساعدات الإنسانية إلى جنود الجيش.
ونبَّهت القناة العبرية إلى أن الطرح الذي ساقه نتنياهو للوزراء يتناقض مع الموقف الرسمي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
أخبار ذات صلة
بعد انسحاب غانتس.. هل يرضخ نتنياهو للثنائي "الأكثر تطرفًا" في تاريخ إسرائيل؟
وسيعني تكليف جنود الجيش الإسرائيلي بتلك المهمة، حسب هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو يفكّر في فرض نظام إدارة مدنية على القطاع، وهو ما يعني عمليًّا احتلال القطاع وإدارته عسكريًّا ومدنيًّا، وهو توجه يُرضي طموح تيار اليمين المتطرف بالحكومة الذي يقوده الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأكدت القناة وجود صلة بين توجه نتنياهو وبين مواقف وزراء ونواب اليمين المتطرف؛ إذ أشارت إلى أن إعلان نتنياهو للوزراء جاء ردًّا على انتقادات حادة وجهها الوزير سموتريتش عقب تقارير عن سيطرة حركة حماس على شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة.
وأردفت القناة العبرية بأن التوجه الذي يعتزم نتنياهو الذهاب إليه أرضى طموح حركة "تساف 9" الاحتجاجية، التي دأبت على قطع طريق شاحنات المساعدات لدى دخولها من معبر كرم أبو سالم، وطالتها العقوبات الأمريكية قبل أيام.
وكانت الحركة التي ظهرت كواحدة من مُخرجات الحرب على غزة، وتضم قرابة 15 ألف عنصر، أصدرت بيانًا أعربت فيه عن ارتياحها بشأن تسليم صلاحية توزيع المساعدات لجنود الجيش الإسرائيلي.
وذكرت أن "إدخال آلاف الشاحنات مباشرة إلى أنفاق حركة حماس يعد خطرًا أمنيًّا هائلًا على جنودنا، ويبعد المخطوفين والمخطوفات مجددًا عن الوطن"، وأن "المساعدات لن تبقى ذخيرة في يد مُخربي النخبة الذين ذبحونا وقطعوا رؤوسنا واغتصبونا في السابع من أكتوبر"، على حد لهجة البيان.
أخبار ذات صلة
نتنياهو يخطط للتعاقد مع "شركات خاصة" لتوزيع المساعدات في غزة
وكان خلاف عميق للغاية ضرب منظومة العمل بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، على صلة بقضية المساعدات، حين أعلن الجيش أمس عن ما سمّاها "هدنة تكتيكية" بمصادقة المستوى السياسي، قبل أن يعلن الأخير أنه لم يصادق على خطوة من هذا النوع.
وردّ الجيش بأن المستوى السياسي أمر قبل أسبوعين بزيادة كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، على خلفية الخطوات القانونية المتخذة ضد إسرائيل في لاهاي، وأن "الهدنة التكتيكية" جاءت تنفيذًا لهذا الأمر.
لكن رئيس الوزراء نتنياهو أكد أنه لم يصادق على الخطوة، وكذلك وزير دفاع يوآف غالانت؛ ما دفع الجيش للإعلان عن عدم وجود تغييرات في إدارة الحرب.