بعد تطوير 9 دول ترساناتها.. هل دخل العالم حقبة "الرعب النووي"؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 08:21 مساءً - تاريخ النشر: 

17 يونيو 2024, 5:12 م

Advertisements

"نحن الآن في واحدة من أخطر الفترات في تاريخ البشرية".. كان هذا تحذير صريح ومباشر من مدير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام بعد تطوير 9 دول لترساناتها النووية والحديث عن الرعب النووي الذي يجتاح العالم.

منذ استخدام القنابل النووية لأول مرة في نهاية الحرب العالمية الثانية، دخل العالم سباقًا أفضى في نهاية المطاف إلى امتلاك 9 بلدان لهذا السلاح الفتاك، وعلى الرغم من عدم تكرار تلك الهجمات؛ فإن المخاوف لا تزال قائمة في ظل غموض العقيدة النووية لدى الدول التي تمتلك هذا السلاح المرعب، واليوم مع تدهور العلاقات الجيوسياسية وتصاعد التوترات حول العالم بدت أصوات الباحثين حول العالم تعلو من أن دور الأسلحة الذرية أصبح أكثر بروزاً، وأن الدول النووية تعمل على تحديث ترساناتها وسط دعوات لزعماء العالم للتراجع والتفكير.

تسع دول تمتلك في ترسانتها العسكرية أسلحة نووية الأمر الذي يسرّع نسق السباق نحو التسلح النووي، ويضع العالم أمام سيناريوهات مُرعبة وسط تصاعد التوترات وتدهور العلاقات على أكثر من جبهة، والدول هي تنازليًا طبقًا لعدد الرؤوس النووية: روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين والمملكة المتحدة وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية، و90% من مخزون الأسلحة النووية يوجد لدى أمريكيا وروسيا.

ما يقرب من 12121 رأسًا حربيًا نوويًا موجودًا في أنحاء العالم جميعها، نحو 9585 منها متاحًا للاستخدام المحتمل، فيما يوجد نحو 2100 منها في حالة تأهب تشغيلي قصوى لتحميلها على صواريخ باليستية، ولكن متى تستخدم الدول التسع أسلحة الدمار الشامل للبشرية؟

الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك عقيدة هجومية ودفاعية، وتُعد هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي لأغراض عسكرية وتضم ترسانتها اليوم نحو 5500 سلاح نووي نصفها في حالة تأهب قصوى.

أما روسيا فتعد الدولة الأكبر من حيث القوة النووية إذ تضم ترسانتها نحو 6300 رأس حربي وأقرت العام 2020 وثيقة تتضمن "المبادئ الأساسية" لسياسة الردع النووي، محددة ب 4 حالات تُبرر استخدام الأسلحة النووية، وتتمثل في "إطلاق صواريخ باليستية ضد روسيا أو حليف لها، واستخدام الخصم للسلاح النووي، ومهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرّض لعدوان يُهدد وجود الدولة".

الصين تمتلك نحو 350 رأسًا حربيًا أكثر من 100 منها مخصصة للصواريخ بعيدة المدى، وتعتمد إستراتيجيتها النووية على الدفاع لا الهجوم، ولكن المجتمع الأمني العالمي يرى أن التزام الصين قد لا يكون ذا مصداقية كاملة، لا سيما إذا ما خرج الصراع العسكري أو التهديد عن السيطرة.

أما بريطانيا التي تمتلك نحو 120 رأسًا نوويًا بعضها موجود على متن غواصاتها المنتشرة في البحر، منذ العام 1969، تشير إستراتيجيتها إلى أن "السلاح النووي يُمثل قوة ردع في حال التعرض للهجوم، وكذلك فرنسا التي تحتفظ بترسانة قوامها 300 رأس نووي، يعتمد معظمها على الغواصات، وتُعد إستراتيجيتها للردع دفاعية بحتة ولكنها لا تستبعد إمكانية أن تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية.

الهند تعد السلاح النووي إستراتيجيًا لها فهي تمتلك نحو 150 رأسًا نوويًا، الهدف من ذلك تحقيق التوازن العسكري مع الخصم الباكستاني، الذي يمتلك ما لا يقل عن 150 رأسًا نوويًا وتتمثل عقيدة باكستان النووية بردع العدوان الهندي حال وقوعه.

أما كوريا الشمالية التي تمتلك بين 30 و40 رأسًا نوويًا لا تفصح عن عقيدتها النووية، إلا أن مندوبها في الأمم المتحدة قال إن بلاده لن تستخدم الأسلحة النووية إلا إذا تعرضت سيادتها للتهديد.

آخر دول نادي التسع هي إسرائيل، التي لا تعترف أصلًا بترسانتها النووية، إلا أن التقارير ترجح أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي يحتوي على 100 رأس نووي على الأقل ولم تفصح تل أبيب حتى يومنا عن عقيدتها بشأن استخدام الأسلحة النووية.