بعد قرار حل البرلمان الفرنسي.. الرابحون والخاسرون في "الأسبوع المجنون"

محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 08:21 مساءً - تعيش الساحة السياسية الفرنسية حراكا غير مسبوق، ولم تجد الطبقة السياسية متسعا للوقت للتعبير عن صدمتها من قرار حل البرلمان، وانخرطت في حملاتها الانتخابية بعد "أسبوع مجنون" مُثقل بالتطورات.

Advertisements

ويرصد تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية قائمة الأطراف الرابحة والخاسرة من هذه التطورات المتسارعة التي بدأت بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، مرورا بالتحالفات، وصولا إلى تقديم القوائم النهائية وانطلاق الحملة الانتخابية.

من الخاسر؟

وقال التقرير إنّ "الخاسر الأول هو بلا شك الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ألقى قنبلة بإعلانه حل البرلمان بهدف إحراج خصومه، أولاً من خلال اتخاذ قرار بالدعوة إلى الانتخابات في أسرع وقت ممكن اعتبارًا من 30 يونيو، ثم من خلال الأمل في تشكيل ائتلاف حوله ضد حزب التجمع الوطني، اليميني المتطرف، والمراهنة على الانقسامات في اليسار وضعف الجمهوريين على وجه الخصوص.

لكن لا شيء سار كما هو مخطط له، وفق التقرير، حيث "وجدت الأحزاب اليسارية، مجبرة أو عن اقتناع، طريقة لتوحيد صفوفها، والأسوأ من ذلك أن رئيس الدولة زعزع استقرار معسكره وأثار انتقادات عديدة بين النواب والوزراء أيضًا، وحتى رئيس الحكومة غابرييل أتال لم يوافق على قرار الرئيس ولم يتولّ قيادة الحملة إلا عندما اضطر إلى القيام بذلك" بحسب تعبيره.

وأشار التقرير إلى أن معظم مرشحي الأغلبية لا يريدون أن تظهر صورة ماكرون على منشوراتهم الانتخابية ويأملون في "بقاء الرئيس بعيدا".

وبحسب التقرير فإن الطرف الثاني من الخاسرين هو الحزب الجمهوري الذي يعاني أصلا من الانقسامات منذ "الانتخابات الرئاسية الكارثية لفاليري بيكريس"، وزادت مواقف رئيس الحزب إريك سيوتي من حالة الانقسام، بعد إعلان استعداده التقارب مع اليمين المتطرف.

خيبة ميلينشون

وأكد التقرير أنّ الزعيم اليساري جان لوك ميلينشون هو أيضًا خاسر، بعد أن كان للحظة في الجانب المنتصر عندما أطلقت الأحزاب اليسارية الجبهة الشعبية الجديدة مع إعادة دمج حزب "فرنسا الأبية" في الاتحاد اليساري، وهو الأمر الذي لم يكن لأحد أن يأمل فيه، لكن بعد ذلك قام الجميع بحملاتهم بشكل منفرد".

وأوضح التقرير أن ميلينشون، الذي كان يأمل في أن يرى نفسه رئيسا للوزراء مرشحا عن تحالف اليسار، حصد "الإجماع ضده" خاصة بعد قرار عدم ترشيح النواب "المحتجين" المنتهية ولايتهم للانتخابات التشريعية الجديدة.

وأكدت إذاعة فرنسا الدولية أنّ هناك فائزة وحيدة هي زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي أثبتت صحة استراتيجيتها بالكامل، وقالت إنه من المؤكد أن مرشح حزبها جوردان بارديلا، الفائز في الانتخابات الأوروبية، ورئيس الحملة التشريعية، هو الذي سيذهب إلى قصر "ماتينيون" إذا فاز حزب التجمع الوطني في الانتخابات.

وأضاف تقرير الإذاعة أنه "خلف بارديلا، المنتج الرئيس لحزب التجمع الوطني، فإن مارين لوبان هي التي تدير العمليات، وتحسّن صورتها الرئاسية، وكانت هي التي أعلنت أن حزب التجمع الوطني سيشكل حكومة وحدة وطنية، كما أعلنت أنها لن تطلب استقالة إيمانويل ماكرون بعد 7 يوليو، واضعة نفسها فوق النزاع ولكن في المناورة، وفقا للتقرير.