محمد الرخا - دبي - الاثنين 17 يونيو 2024 05:22 مساءً - كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن أوكرانيا تبنت إجراء مثيرا للجدل تمثل بإطلاق سراح السجناء المدانين للقيام بمهام قتالية خطرة في الحرب ضد روسيا، وذلك في خضم النقص الحاد في قوات الخطوط الأمامية لدى كييف.
وأشارت الصحيفة، إلى إطلاق سراح أكثر من 2750 سجيناً منذ أيار، بموجب قانون جديد يسمح لبعض المدانين بالانضمام إلى ألوية هجومية شديدة الخطورة، تشارك في بعض أخطر المعارك، لافتة إلى أن من بين هؤلاء المجندين، مدانين بجرائم خطرة مثل تجارة المخدرات والسطو المسلح وحتى القتل.
وأكدت أن هذه الإستراتيجية تعكس تكتيكًا استخدمته روسيا سابقًا؛ إذ قامت أيضًا بتجنيد المدانين لدعم جهودها العسكرية في أوكرانيا.
وينظر المسؤولون الأوكرانيون إلى هذا باعتباره حلاً عملياً للحاجة الملحة إلى قوة بشرية إضافية، وبينما تواجه القوات المسلحة الأوكرانية الاستنزاف والإرهاق بسبب القتال المستمر على مدى أكثر من عامين، أصبح إطلاق سراح السجناء إجراءً مؤقتاً للحفاظ على القوة القتالية للخطوط الأمامية.
بدوره، أعرب وزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا عن أمله بأن ينضم حوالي 4 آلاف رجل إلى هذه الموجة الأولى من التجنيد.
وقال ماليوسكا: "إن دوافعهم غالباً ما تكون أقوى من دوافع الجنود العاديين"، مشيرا إلى أن هؤلاء الرجال يعدون ذلك فرصة لتخليص أنفسهم وخدمة بلادهم.
وبحسب الصحيفة، يتم تعيين المدانين المؤهلين لهذا البرنامج حصرياً للألوية الهجومية، وهو القرار الذي تحركه الاحتياجات التكتيكية المباشرة لأوكرانيا، مبينة أن هذه الوحدات تواجه وطأة القتال المباشر مع القوات الروسية، ما يجعل أدوارها خطيرة بشكل خاص.
وفي مقابلات أجرتها صحيفة واشنطن بوست، أعرب بعض الجنود المفرج عنهم حديثا عن مزيج من الأمل والخوف.
وأعرب سينيا شربينا، 24 عاما، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة تهريب المخدرات، عن رغبته في إثبات جدارته، قائلا: "أعتقد أنني أستطيع أن أعوض نفسي وأكون أكثر فائدة للمجتمع".
وعلى العكس من ذلك، كان سيرهي ليتفينينكو، الذي قضى 11 عاماً من أصل 14 عاماً من الحكم عليه بتهمة اعتداء مميت، أكثر حذراً.
وأضاف: "لست متأكداً من أنهم سيعاملوننا كمقاتلين نظاميين"، الأمر الذي يعكس المخاوف بشأن المخاطر المحتملة وتصور أدوارهم داخل الجيش.
فيما كشف دميترو، وهو سجين آخر تم إطلاق سراحه حديثًا، عن دافع شخصي عميق، حيث حُكم عليه بتهمة السرقة، وقد فقد زوجته وطفليه في غارة جوية روسية في إيزيوم، لا سيما أن وفاتهما تغذي عزمه على القتال.
وقال دميترو: "الانتقام لمقتلهما يحفزني"، حيث يتدرب الآن على القتال في قاعدة عسكرية.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قرار أوكرانيا بنشر السجناء على الخطوط الأمامية يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تعزيزات مع استمرار الصراع مع روسيا، لا سيما مع فشل التجنيد التقليدي في تلبية المطالب العسكرية، وتضطر كييف إلى اللجوء إلى مصادر غير تقليدية للقوى العاملة، على أمل أن يتمكن هؤلاء السجناء السابقون من جلب موجة جديدة من القوة إلى قواتهم المحاصرة.